02-06-21, 08:03 AM
|
#175 |
| | | | | | | | | الهوايه » القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر | | | | |
هذا الحبيب « 162 »
السيرة النبوية العطرة (( تجهيز قريش لغزوة أحد ))
______
إذن ، فقد قررت قريش غزو المدينة المنورة ، وكانت قريش طوال عام – منذ غزوة بدر إلى سرية زيد – وهي تستعد للانتقام و الثأر من هزيمتها في بدر، و تشجع القبائل على قتال المسلمين ، وتشن حربا إعلامية مكثفة في كل أنحاء الجزيرة لتشويه صورة المسلمين .
وبدأت قريش بعد ذلك في حشد قواتها من داخل مكة وأيضا من القبائل المتحالفة معها وهي قبائل : كنانة ، ثقيف ، والأحابيش ، [[والأحابيش هم مجموعة من القبائل المتحالفة مع بعضهم البعض، وقد أطلق عليهم الأحابيش لتحبشهم أي تجمعهم وقائدهم اسمه " الحليس " ]] ، وهكذا استطاعت قريش أن تحشد[[ ٣ آلاف مقاتل ]] ، منهم ١٠٠٠ مقاتل من قريش ، و ٢00٠ مقاتل من خارج قريش ، وكان في الجيش ٣ آلاف بعير ، و 200 فرس ،و ٧٠٠ دارع [[ والدارع هو الذي يلبس لباس الحرب كامل ]] ، وخرج جيش قريش بالفعل في أواخر شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة، أي بعد بدر بعام كامل .
كانت القيادة العامة للجيش لسيد قريش{{ أبو سفيان بن حرب }} ، الذي نظم جيشه تنظيماً جيداً فوضع {{ خالد بن الوليد على ميمنة الفرسان }} وعكرمة بن أبي جهل على ميسرة الفرسان ، وصفوان بن أمية على المشاة ، ووضع عبد الله بن ربيعة على رماة السهام ، وأعطي اللواء لبني عبد الدار، فكانوا هم الذين يحملون اللواء لقريش ، وخرج مع الجيش {{ ١٥ امرأة على رأسهن سيدة مكة هند بنت عتبة }} زوج أبي سفيان، وقد فقدت أباها وعمها وولدها يوم بدر ، وأخذت على عاتقها أن تلهب مشاعر قريش وتحمّس الجيش ، للثأثر بهذا اليوم وخرجن ومعهن الدفوف يضربن بها.
وكان من ضمن الجيش عبد حبشي اسمه {{ وحشي بن حرب }} ، ووحشي هذا كان ممن يتقنون الرمي بالحراب ، وكان رامياً ماهراً قلّما يخطئ ، وكان عبدًا لرجل من قريش اسمه {{ جبير بن مطعم بن عدي ، والده الذي استجار به النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم رجوعه من الطائف ، تذكرون ذلك ؟ }} ، وقد قُتل (( طعيمة )) عمّ جبير في غزوة بدر ، أما والد جبير {{المطعم }}
مات قبل بدر ، فقال جبير لوحشي [[ وكان وحشي يكنى أبا دسمة ]] : يا أبا دسمة ، إن أنت أصبت حمزة بن عبدالمطلب عم محمد بعمي طعيمة فأنت حر، [[ اقتل حمزة بحربتك يا وحشي واعتبر نفسك حر طليق ]] ، فخرج وحشي لمهمة واحدة فقط ، مهمة خطيرة ؛ وهي قتل أقوى فارس في صفوف المسلمين وهو {{ حمزة بن عبد المطلب أسد الله ورسوله }} رضي الله عنه وأرضاه .
وكان هناك في قريش مراسيم تعدها قريش ليالي ، يضربون فيها على الدفوف ويرقصون فيها رقص الحرب تحميسا للجيش، وأخذ الأحابيش يرمون بالحراب فلما رأت (( هند )) وحشي ومهارته ، وقفت تزيده حماسا على حماسه وتقول له :يا أبا دسمة ، إن كان جبير قد وعدك بالعتق ، فأنا أعدك بوزنك ذهباً وفضة ، إن أنت مكنتني من كبد حمزة !!
وانطلق جيش قريش ، فلما وصلوا إلى الأبواء [[ عند قبر أم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، آمنة بنت وهب ]] تقول بعض الروايات إن هندا قالت للجيش : لو بحثتم قبر أم محمد [[ أي انبشوا قبرها ]] فإن أسر منكم محمداً أحدا فديتم كل أسير بجزء من أجزائها [[ شوفوا الحقد و الدهاء ]] ،
فرفض أبو سفيان رأيها وكذلك سادة قريش وقالوا : لا يُفتح هذا الباب ، وإلا نبشوا موتانا عند مجيئهم [[ يعني رح تفتحي علينا باب عواقبه وخيمة ]] . بهذه المعنويات الحاقدة والتي عنوانها الأخذ بالثأر ، خرجت قريش وهي تعتقد أنها ستباغت المسلمين في المدينة . . .
يتبع
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______
|
| |