الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-21, 07:44 AM   #176
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 163 »
السيرة النبوية العطرة (( خروج المسلمين إلى أحد ))
______
عزمت قريش على غزو المسلمين في المدينة ، وهنا أحسّ العباس بن عبدالمطّلب بخطورة الموقف فبعث برسالة عاجلةٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبره فيها بخبر القوم ، ويبيّن له إمكانات الجيش وقدراته الحربية ، لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد الاستيثاق أكثر مما ورد في هذه الرسالة ، فأرسل الحُباب بن المنذر بن جموح - رضي الله عنه - ليستطلع الخبر ، فعاد إليه مؤكّدا ما ورد في الرسالة .

واجتمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ، وشاورهم في الخروج من المدينة للقاء العدو ، أو البقاء فيها والتحصّن بداخلها ، وذلك في ضوء التفوق الكبير لجيش قريش على جيش المسلمين، سواء من ناحية العدد أو العدة ، وكان ذلك في صباح يوم الجمعة بعد صلاة الفجر{{ السادس من شوال من السنة الثالثة من الهجرة }} ،

فاختار بعضهم البقاء في المدينة ، ومنهم عبد الله بن أبي سلول سيد الخزرج ورأس النفاق ، ومال النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الرأي ، بناءً على أن جموع قريش لن تقوى على القتال بين الأزقة والطرقات ، ويمكن للنساء والأبناء المشاركة في الدفاع عن المدينة من شرفات البيوت وأسطحها ، كما أنّ التحصّن فيها سيتيح فرصة استخدام أسلحةٍ لها أثرها على الأعداء، كالحجارة ونحوها ، فإذا أقامت قريش في مكانها فهي المتضررة ، وإذا رجعت بلا قتال فقد رجعت خائبة لم تصنع شيئاً ،وإذا دخلت المدينة، تفرقت في شوارعها وقاتلها المسلمون قتال شوارع .

بينما اختار الخروجَ إلى العدوّ الشباب والرجالُ المتحمّسون ، خاصة الذين حُرموا من غزوة بدر ، وتاقت نفوسهم إلى الجهاد في سبيل الله ، وطمعوا في نيل الشهادة ، فألحّوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخرج لقتالهم ، وقالوا له :

" يا رسول الله ، كنّا نتمنّى هذا اليوم وندعو الله ، فقد ساقه إلينا وقرب المسير ، اخرج بنا إلى أعدائنا ، لا يرون أنا جبنّا عن لقائهم " ، فكان رأي من يريدون الخروج وملاقاة قريش الأغلبية ، والشورى هي رأي الأغلبية
فنزل عند رأيهم – عليه الصلاة و السلام - ، بالرغم من أنه كان لا يريد هذا الرأي ، [[ وهذا رد قوي على من يقول إن الشورى ليس ملزما فيها ولي أمر المسلمين ]] .

فلما كان وقت صلاة الجمعة نفس اليوم ، خطب فيهم – صلى الله عليه وسلم - وحثهم في خطبته على الجهاد والصبر عند لقاء العدو ، ثم أمرهم بالتهيؤ لعدوهم ، ففرح الناس وانصرفوا بعد الصلاة يستعدون للقتال ، ودخل – صلى الله عليه وسلم - بيته ولبس عدّة الحرب .

ولما أفاق الصحابة من نشوة حماسهم ، بدا لهم أنهم أكرهوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أمر لم يرده ، وشعروا بحرج بالغ ، تلاوموا فيما بينهم ، وأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة بن عبدالمطلب ليعتذر عن ذلك ، لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى أن من الحزم المضيّ قدماً في اختياره ، فقال :

( إنه لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته [[ أداة الحرب ]] أن يضعها حتى يحكم الله ) .
وورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنّه قال : " رَأَيْتُ في رُؤْيَايَ أنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هو ما أُصِيبَ مِنَ المُؤْمِنِينَ يَومَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أحْسَنَ ما كَانَ، فَإِذَا هو ما جَاءَ به اللَّهُ مِنَ الفَتْحِ واجْتِمَاعِ المُؤْمِنِينَ، ورَأَيْتُ فِيهَا بَقرًا[[ البقر بسكون القاف ]] واللَّهُ خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ المُؤْمِنُونَ يَومَ أُحُدٍ ". البقر (( بسكون القاف )) :

أصحاب عِلم ،تُبقر بطونهم في المعركة .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم