الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-21, 07:46 AM   #177
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:06 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 164 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة أحد ، انسحاب ثلث الجيش ، وخطة النبي للمعركة ))
______
خرج جيش المسلمين بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - لملاقاة جيش قريش في أحد بعد صلاة الجمعة ،وكان عددهم (( ١٠٠٠ مقاتل )) ، فلما سار الجيش قليلاً وجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بين صفوف المسلمين كتيبة خشنة [[ أي كثيرة السلاح ]] عددهم حوالي ١٠٠ مقاتل ، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم : من هؤلاء ؟؟

فقال له الصحابة : إنهم حلفاء من اليهود لعبد الله بن سلول ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : هل أسلموا ؟؟ قالوا : لا . فقال عليه الصلاة و السلام : " إنا لا ننتصر بأهل الكفر على أهل الشرك "
[[ استخدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في وصف اليهود كلمة كفر لأنهم حرّفوا كتابهم ، أما أهل الشرك فهم عبدة الأوثان من أهل قريش وغيرهم ]] وردّهم ، ورفض الاستعانة بهم .

غضب لرجعتهم ابن سلول وقال : عصاني وأطاع الولدان [[ يقصد الشباب من الصحابة المتحمسين للقتال ]] ، و ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا ؟! ارجعوا أيها الناس ، وأعلن عبد الله بن أبي بن سلول أنه سيعود إلى المدينة، بل دعا الجيش كله إلى الانسحاب والعودة للمدينة ، واستجاب له ٣٠٠ من جيش المسلمين من المنافقين ، [[ هل رأيتم عدد المنافقين بالمدينة ؟؟ من ألف مسلم فقط ، خرج ٣٠٠ منافق !! ]] ،

فقام لهم أحد الصحابة فقال :يا قوم أذكركم الله أن تخذُلوا قومكم ونبيكم !! فقالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ، ولكن لا نرى أنه يكون قتالا [[ أي لن يكون هناك قتال حكي فاضي لو في قتال نبقى معكم ]] وأصروا على الانسحاب ، فلما يئس منهم قال لهم: أبعدكم الله ، أعداء الله ، فسيغني الله تعالى عنكم نبيه ، فأنزل الله فيهم قرآنا يتلى إلى يوم القيامة ،

قال تعالى : {{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ }} .

ولم يقتصر الأمر على المنافقين فقط ، بل كاد أن يتأثر بانسحاب هذا العدد الكبيرمن الجيش ، عدد آخر من المؤمنين ، ولكن الله تعالى أنزل السكينة في قلوبهم وتولى أمرهم ، وثبتهم ، يقول تعالى : {{ إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‏ }} .

إذن عدد جيش المسلمين[[ 1000 مقاتل ]] انسحب منهم [[ 300 مقاتل ]] فأصبح عدد جيش المسلمين[[ ٧٠٠ ]] وعدد جيش قريش[[ 3 آلاف مقاتل ]] تخيلوا!! يعني أربعة أضعاف جيش المسلمين ، ومجهز بالعدة والعتاد والفرسان والدروع .

وفي استعراض النبي - صلى الله عليه وسلم - للجيش ، وجد بين الصفوف صغارا في العمر ، فردهم ولم يسمح لهم بالمشاركة ، ومنهم أسامة بن زيد و عبد الله بن عمر ، وكان هناك غلامان ؛ أحدهما اسمه {{ سمرة }} والآخر اسمه {{ رافع }} ، فلما ردهما قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله ،إن رافع رام جيد ، قل أن يخطئ فلا بأس يا رسول الله لو أنك أجزته ، [[ بشهادة الصحابة علم النبي أنه رام جيد ، والحرب بحاجة لرامي يقف في مكانه فيرمي بالنبل ، فسمح له ]] فبكى سمرة ، وكان يتيماً وقال :

أنا أقوى من رافع في المصارعة ، قال له النبي : أأنت تصرعه ؟!!! فكفكف دموعه سمرة وقال : نعم يا رسول الله . قال لهما النبي :

تصارعا أمامي ، فتصارعا فصرع سمرة رافع، فسمح له النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يشارك أيضا في المعركة .

فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من استعراض الجيش وسار به إلى أن وصلوا فجرا جبل أحد، وهو يبعد عن المدينة حوالي {{ ٥ كم }} ، وتمركز بجيشه بحيث أصبحت المدينة في وجه الجيش ، وجبل أحد في ظهر الجيش وعلى يمينه ، وجزء من الجبل على يسار الجيش [[ حتى لا يستطيع جيش قريش تطويق المسلمين ]]، وهو الجزء من الجبل الذي سيقف عليه الرماة ، وجيش مكة أصبح فاصلا بين المسلمين والمدينة .

فلما نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأى جيش قريش أمامهم تفحص ساحة المعركة بذكاء وبصيرة القائد المحنّك ،

و بدأ بوضع خطّته، فرأى أن في جيش قريش {{ ٢٠٠ }} فارس يقودهم خالد بن الوليد ، وعكرمة بن أبي جهل ، تنحوا عن الجيش [[ أي ليست مهمتهم القتال ، فوقفوا على جانب ]] ، فعلم النبي بفراسته الحربية أن هؤلاء الفرسان مهمتهم فقط تطويق المسلمين والالتفاف حولهم ، فجعل عددا من الرماة على الجبل على يسار المسلمين ، يقومون برمي السهام في اتجاه خيل المشركين ، وبذلك يقلل من آثار امتلاك قريش لعدد كبير من الفرسان، لأن الخيل تخاف وتتراجع أمام النبل ، وكان عدد الرماة {{ ٥٠ }} رجلا من الصحابة و جعل{{ عبد الله بن جبير }} قائدا عليهم ،

وأوصاهم أن لا يتركوا المكان إلا إذا سمح لهم النبي بذلك ، حتى لو رأوا المسلمين قد انتصروا و فازوا بالغنائم . ثم ختم كلامه – صلى الله عليه وسلم - بقوله {{ لا نؤتينّ اليوم من قبلكم }} [[ يعني لو في ثغرة والعدو رح يستغلها ورح نخسر المعركة من بابكم بس ]]

ووجّه المسلمين بالوقوف صفا واحدا في أضيق مسافة بين جبل الرماة وجبل أحد ، وهي مسافة حوالى {{ ٦٥٠ متر }} وبذلك تحارب قريش المسلمين بنفس عددهم تقريبا، ويستطيع النبي - صلى الله عليه وسلم - التقليل من آثار التفوق العددي لجيش قريش ، ويكون أيضا هناك مكان آمن في الجبل

{{ وهو الشعب }} يمكن أن ينسحب إليه المسلمون إذا وقعت بهم الهزيمة ، ولا يلجئون إلى الفرار من أمام العدو، فيتعرضون للقتل أو الأسر . وهكذا تمركز الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أفضل مكان في أرض المعركة ، مع أن قريش وصلت إلى أحد قبل جيش المسلمين ، وفيها خبراء عسكريون ، ومع ذلك تفوق عليهم النبي – صلى الله عليه وسلم - .


اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم