عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-21, 10:17 AM   #82
الفضل10

الصورة الرمزية الفضل10

آخر زيارة »  03-08-24 (09:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاء دائم مشاهدة المشاركة
حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة .....



يقول الدكتور مصطفى محمود أسوأ اختيار هو عدم الاختيار..؟؟؟
أشياء تختارنا ولا نختارها!!

أكثر الأشياء الجميلة التي تعلمتها في حياتي، كانت ناتجة عن مواقف، قد تبدو للبعض عادية، لكنها كانت بالنسبة لي مُثيرة.
كانت هذه المواقف تثير إنتباهي، بل أنظر إليها بتأمل شديد.
إن ما تكون بداخلي من نضج في رؤية الأمور لم يكن فقط حصيلة لكتب قرأتها بل إن أكثره تكون من مواقف رأيتها.

كنت يوماً أقف أمام أحد المحال، كي أشتري بعض الأشياء.. كان المحل مزدحماً، وقفت بالشارع منتظراً.. وأثناء ذلك لفت نظري مرور امرأة تبيع بعض المناديل، بدا لي من ملامحها قناعة شديدة رغم مايبدو عليها من إحتياج شديد، كان يملئ عينيها الصدق.. كان بجوار المحل منزل فخم يجلس بشرفته التي كانت بالدور الأرضي رجل يبدو أنه ذو منصب أو مكانة ما.

رأيت هذا الرجل ينظر لهذه المرأة بترقب وهى تمر بين الناس، كأنه يعرفها أو ينتظر مجيئها إليه.

وضع هذا الرجل يده في جيبه وأخرج مبلغ من المال، قطعاً لا أعلم كم هو لكنه ظل يترقب مرور هذه المرأة.

لم تكمل المرأة المسير بطريقها ولكن مرت إلى الجهة المقابلة، متجاوزة منزله لتقف أمام رجل ينتظر سيارة أجرة ويرتدي ملابس بسيطة فيُخرج لها جنيهاً، بالغت المرأة في الإبتسام، شعرت أنها قالت بقلبها ما تعجز كلماتها أن تعبره، وبادرها هو أيضاً بابتسام ينم عن رضا.

ما أجمل البسطاء حين يعطون وما أجملهم حين يأخذون!!!
كنت أمارس في هذا المشهد الصامت دور المشاهد فقط، فهذا ما أملكه فرغم أن لم أتبين شئ من الكلام، لكني قرأت الكثير من الجمل والكلمات في أعينهم.

وصدقت الكاتبة الأمريكية مارجريت أتود حين قالت: "ولقد اعتدت أن أستمع إلى ما لم يقال لأنه عادة أكثر أهمية مما قيل" .. فعلاً ما لم يقال هو الأجمل وهو الأوضح، ما لم يقال هو ما رأته عيناي فقد كانت عيناي تترقب وتتبع الثلاثة.. فمرة تسلط عيناي شفقتها على المرأة التى بلغت من العمر عتياً، ومرة أخرى تسلط إعجابها على الرجل أمام تلك المرأة، ومرة تسلط عجبها إلى الرجل بشرفة منزله.

شعرت حينها برغبة الرجل الذى بمنزله أن يُعطي هذه المرأة، أعتقد أن هناك شيء ما منعه من الذهاب إليها، لعله الحرج من الناس.
ورأيت في أعين الرجل أمامها الإحتياج، منعه الحرج من الله أن يصدها.
إن هذا المشهد بالنسب للبعض قد يبدو مشهد عادي، لكني إستنتجت منه شىء هام وخطير.

أدركت حينها أن هناك أشياء تختارنا ولا نختارها..
شعرت أن الصدقة اختارت هذا الرجل البسيط ولم تختر هذا الرجل الغني!!!
لقد اختار الله هذا العبد ليكون من أهل الصدقة، اختاره ليتصدق ومنع ذلك عن العبد الثاني!!

سألت نفسي لما وما السبب.
هل المشكلة فى الرجل الغني؟
هل المشكلة مع المرأة ؟
هل المشكلة مع الرجل البسيط؟

الرجل الغنى كان يرغب في العطاء لكنه لم ينله!!
والرجل الفقير كان يحتاج لهذا الجنيه لكنه أخذ منه!!
المرأة نفسها تحتاج للمال لكنها أعطيت القليل ومنع الله عنها الكثير، الذي كان سيعطيه لها الرجل الغنى !!

تذكرت حينها مواقف كثيرة مرت علينا في حياتنا، تمنينا أشياء كنا نعتقد أنها هامة بالنسبة لنا، لكننا لم نمتلكها، وتبين لنا ومع الزمن أنها ليست مهمة بالنسبة لنا ، وأننا لم نكن نحتاج إليها وإنما فقط كنا نشتهي إمتلاكها.
عرفت حينها أن هناك فارق بين الشهوة إلى الأشياء، والإحتياج إليها، وأن هناك فارق بين ما نشتهيه وما نحبه.

علمت أن ما نحتاجه بصدق ينجذب إلينا ويحتاج إلينا بلهفة.
تذكرت أيضاً حين كان يمر علينا أحد الفقراء فيتجاوز عنا لغيرنا، رغم أننا تهيئنا لإعطائه،وأحياناً أخرى كنا نتمنى أن يتجاوزنا هذا الفقير إلى غيرنا لإحتياجنا للمال، فكان يتجاوز غيرنا ليختارنا.

تأكدت حينها أن الصدقة تختار صاحبها وليس هو من يختارها، فهى اختيار من الله لمن يصلح أن يتصدق على أحباب الله.

إن الله يسوق هذا الفقير إلى من يرسو عليه الاختيار، لا من يختار الفقير.
علمت حينها أن هناك أفعال تختارنا ولا نختارها.

وعلمت أيضاً أن أصعب قرار هو قرار لا نملك اختياره، لأنه قرار لا مجال فيه للاختيار،فليس كل ما نختاره يختارنا فهناك أشياء تنفرد بالاختيار!!
والسؤال الأهم الآن هل تعتقد أن هناك أشياء في حياتنا تختارنا رغم أننا لم نختارها!!


تابعونا
لنا لقاء آخر ان شاء الله

هناك :
القليل ممن يمشون في درب الحياة وهم يقفون عند
كل موقفٍ أكان عابر أو يكون فيه طول مكوث ، يستنطقون
منه الفائدة التي تكون لهم خزينة فوائد يُضيفوها لقائمة التجارب ،
لتكون الجواب لكل سؤالٍ قد يُبرمه الأستاذ في مدرسة الحياة .

المُصيبة :
يطول أنين المشتكي والمصطلي من سياط الحياة ،
وما تجود به من محن ، والتي في أصلها _ من غاص في باطنها _
تسقل الواحد منا لتجعله خلق آخر ، به مُقومات المكافح ،
والمقاوم لكل هجمات الاقدار ،ليكون من ذلك مُرتاح البال ،
وقد كسته السكينة ، واعتلاه الوقار .

في أمر المرأة المسكينة :
كان صمتها يكسوه الخجل من مد يدِ الحاجة للغير ،
فكانت تسير من غير سؤال ،ومن مد يده كرما ،
لم تردها كفافا ، بل جعلت من الابتسامة لسان شكرٍ قد استقرت
حروفه دُعاء أن يُعوض مُنفقا " خلفا " .

وأما عن ذلك الرجل المُطل من الشرفة :
لعله أراد العطاء من غير أن يلتفت إليه ممن هم في الجوار ،
كي تكون صدقة في الخفاء ، وكي يحفظ للمرأة الكرامة
من غير أن يُحرجها في العلن ، حيث يكون جمع الناس .

وعن ذلك المتصدق :
أجده بادر بعدما حرّكت قلبه العاطفة والشفقة ،
ودفعه حافز الأجر بتلك الصدقة .

في المحصلة :
دوما أقول _ ولا زلت _ :
بأن على الواحد منا أن يسير في الحياة وهو فاتح قلبه ،
وسمعه ، وبصره ، وأن يتوقف عند كل حادثة أو موقف ،
يستنطق منه الفائدة ، ليتصل بذاك بكل أسباب المُشاهدات ،
ليتصل بها مٌباشرة برب البريات ،

فليست :
هنالك عبادة هي أعظم من التأمل والتدبر في عظيم آيات الله في الخلق ،
لأنها الموصلة لمعرفة عظمة الله ، ومدى عجائب صنعه .



دمتم بخير ...