كلمات على الماشي
فيما مضى كنت اظن الكلمات المكتوبة تدل على صاحبها وهي صورة عن كاتبها ،
اتضح لي مع الزمن بإن ذلك ليس بالضرورة
فكم من كاتب وشاعر تحدث في الحماسة والحرب وهو جبان ،
وكم من شاعر تحدث بالعشق والوله وهو لا يعرف الحب ،
وما أصدق الله عز وجل عندما قال :
(وَٱلشُّعَرَاۤءُ یَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ ۝ أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِی كُلِّ وَادࣲ یَهِیمُونَ ۝ وَأَنَّهُمۡ یَقُولُونَ مَا لَا یَفۡعَلُونَ)[سورة الشعراء 224 - 226]

لكن سبحان الله من تحدث بأمر وهو قائم عليه تجده أقرب للرفعة والتأثير والشهرة
فعندما تحدث عنترة عن الحماسة والعشق كان لكلامه وقعا وتأثيرا لإنه يصوب كلماته نحو هدف منصوب أمامه ويسعى إليه ،
وكذلك من المعاصرين إبراهيم طوقان عندما تحدث في شعره عن القضية الفلسطينية أبدع فهو ابنها رحمه الله ، وبالمختصر
النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة طبعا ولكل قاعدة شواذ.