عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-21, 06:20 AM   #10
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (12:50 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



في حياتي مررتُ بالعديد من القصص،
إلا أن بعضها بقيت مُخلدة في ذاكرتي
لم يمحِ أثرها الزمن.
حديث صديقتي الأخير ووداعها.
كان سريعًا خافتًا جارحًا،
ذو كلمات ثقيلة رنّانة،
لم أستطع خلالها نزع فرصة
لحماية أي شيء بداخلي،
لم أرغب يومًا في تلك الردود السريعة،
ولا الكلمات المُختصرة الباردة
التي تهتك مشاعر الإنسانية بداخلنا
لتلقيها صريعة وسط صراخ وعويل
كل ما ممرنا به سويًا من ذكريات جميلة.
ظللتُ أُعيد الحديث برأسي مرارًا في
محاولة لرفضها وعدم النُطق به،
تمنيتُ كثيرًا ألا يكون الأمر قد حدث فعلًا،
وأن تعود الأمور لمسارها الطبيعي.
في الحقيقة لم تعُد ولم أعُد أنا،
ما حدث كان تمامًا معناه أنها
توصيني بنفسي وأن لا أنساها،
حينها العملية قد فشلت.
وأن حبال الأمل لا وصل لها.
لقاء الإعتذار المُخَيِب للآمال،
لم تأتِ كما توقعته، كما أردته،
الجُمل التي أعددتُ نفسي لسماعها وتقبلها،
لم تنطقها، ولم تُلمح بمثلها،
لكن من جهتي كان كل شيء جاهزًا.
الجواب، الإعتراف، التشبيهات،
ونبرة الصوت، ومواضع السكوت.
وإيماءات اليدّ، واختلاق التفكير.
الأماني الفانية، والنظرات الخاطفة،
والكلمات التي صدأت في فمي.
كل شيء كان جاهزًا،
شيء ما فقط كان يجب أن يحدث،
شيء ما سيغير مجرى الحدث،
في الحقيقة،
أنا لم أكُن الصديقة الوحيدة لأي شخص،
لم أكُن الخيار الأول لشخص يحبني،
ولم أشعُر أنني الأهم،
الفارق في حياة أحد ولو لمرة،
كنت دائمًا شخصًا عابرًا في حياة الجميع،
لا مكان لي في سمائهم.
الذي طرقوا قلبي يومًا دون استئذان،
لم أكُن أحتاج منهم سوى أن أرى نفسي ليس
مقصرةً في شيء ليس واجبًا علي من الأساس.
أن يضموني في علاقة أتساءل فيها كيف
يروني بهذا الكمال وأنا تكسوني العيوب.


 

رد مع اقتباس