عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-21, 10:12 AM   #2
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:12 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




الاستعداد لرمضان

قال عمر بن عبد العزيز لصاحبه يكتب له وكان السلف كثيراً ما يكتبون يوصون، ونحن اليوم عندنا رسائل الجوالات نستطيع أن نتواصى بها في الحق والصبر، قال له: "أوصيك بتقوى الله التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين".

وفعلاً، إنها عاصم في الفتنة، وحجاب عن المعصية، وستار بين العبد وبين الرذائل في الأقوال والأفعال، وما أكثرها في هذا الزمن، زمن القاذورات والفواحش، وهذه المواخير الفضائية المفتوحة على الناس بالشر ليل نهار، لقد غرق الناس بالعفن، لقد غرقوا بالملوّثات، تلوث الجو، ولا نقصد تلوث البيئة ببقايا النفط وعوادم السيارات، فإن هذا تلوث هين بالنسبة للتلوث الآخر، لقد تلوث الجو بالموجات التي تنقل هذه القاذورات، شبُهات وشهوات، هذا ما يعم به الجو اليوم أدمغة المسلمين وعقولهم، إنه ينقل إليهم هذا السُّم الناقع المبثوث في الهواء، إنك لا تراه، لكن الأجهزة تلتقطه وتبثه إلى الأدمغة، كثيرون اليوم يقولون: اشتبهت علينا أمور، تشككنا في آيات، اضطربت عندنا أحاديث.لماذا؟

قالوا سمعنا قسّاً في قناة فضائية يقول كذا، وسمعنا شخصاً في قناة فضائية يقول كذا، ما عدنا ندري ما الحق، كيف نفهم هذا؟
ما هو التوفيق بين هذا وهذا؟
ما هو الحق في هذه المسألة؟
اضطربنا، تزلزلنا.

أيها الإخوة، إن تلويث الأدمغة، تلويث العقول، إفساد القلوب اليوم يحتاج إلى مغسلة،
ورمضان مغسلة، ألم تر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في دعاء الجنازة: واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس.

هناك دنس كثير اليوم، وهناك ذنوب وخطايا كثيرة.
نحن قادمون على شهر نسأل الله أن يجعله كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات، ورفعة في الدرجات، مغسلة، إنه مغسلة تجلو القلب، تذهب الصدأ، تزيل القسوة،

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [سورة الحديد:16]، يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [سورة النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [سورة آل عمران:102].

ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر.

يقول أبو الدرداء قالوا: "مه ما هذا؟ قال: "يخلو بمعاصي الله فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين".

قال سليمان التيمي: "إن الرجل ليصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته، إن العبد ليذنب فيما بينه وبين الله، ثم يجيء إلى إخوانه فيرون أثر ذلك عليه".

وربما يرى الصالحون في وجوه بعض الناس ما لا يراه غيرهم، فراسة الإيمان، والسعيد من أصلح بينه وبين الله، السعيد من أصلح ما بينه وبين الله، نذكّر أنفسنا بهذا ونحن مقبلون على رمضان.

الاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....