عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-21, 03:52 PM   #11
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (12:50 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



إذا أصابني صمت ولحروفي هذيان،
فإعلموا أنني في حالة كتابة.
بدأت بالبوح للسطور، للأوراق،
بدأت بالتحليق والطيران،
أُناشد الحرية وأُحاول فكّ القيود،
بدأتُ بشن معركة لذيذة،
ليست إلا مشاعر وأفكار بأعماقي بين حبري وورقي.
ليست إلا محاولة لفكّ قيود السطو على المنطق والحقيقة.
أكتب لي ولكم ولضمائرنا المُثقلة بالكتمان والصمت،
أكتب اعترافًا بإنسانيتنا وضعفنا،
أكتب عن الظلم وغطرسة الأوغاد،
أكتب لأتحدث عنكم ولأتحرر منكم
ومني ومن الوقت المهدور حمقًا،
وبأنكم بكل اللُغات لم تفهموا،
لأرمي العتب على ظهر السطور.
أكتب لأنني سئمتُ الكلام الذي يتبخر،
فالعُقلاء يملون عقولهم ويشتهون جنون حروفهم،
واختراق أسوار المستحيل على نفس الصفحات
البيضاء التي لم يطالُها الليل.
أكتب لأنني أُحب أن أكتب وأشتاق لعناق
قلمي وبعثرة حروفي في تجليها وجنونها
وخرقها لقوانين العقل والمعقول.
كُلنا نكتب لنصارح أنفسنا بمشاعر ونبوح بحيثيات
روحية لها علاقة بالنفس التي تحملها التاريخ
وأخضعها للمُساءلة حيثُ عجزت الروح عن تحملها،
نكتب لنتحرر من مهمة البوح للإنسان،
ليس عني فقط بل لمن لا قلم لهم ولا صوت لهم
ولا جرأة ولا نفس ولا حتى خيمة لجوء، أو صدر لجوء.
أكتب لأعلن العصيان والتمرُد على جبروت واقع
لا يستحيّ ولا يليّن حيثُ يواصل التآمر بكل قبح،
وأكتب لأرفض كل ممنوع وهو حقنا المشروع.
أكتب عن السلام.
سلام القلوب وروح الحقيقة.
أكتب عن فاقد عزيز لم يظفر
بحُزن ويعتقل وتهمته الإكتئاب.
أكتب عن مُرتزقة الحب وحقوق الإنسان
وصناع المواثيق المزعومة والنفاق المدعوم.


 

رد مع اقتباس