الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-21, 07:54 AM   #178
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 165 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة أحد ))
______
في صباح {{ يوم السبت 7 شوال من السنة الثالثة للهجرة }} أصبح الجيشان يرى بعضهم البعض، وقف - عليه الصلاة و السلام - يحث المسلمين على الجهاد ، و الصبر على قتال المشركين ، ويبث فيهم الحماسة ، و يدعو الله ، ويَعد المسلمين بالجزاء العظيم يوم القيامة .

وفي الجانب الآخر كان أبو سفيان يحاول تعبئة جيش قريش ، وقال لحملة اللواء من بني {{ عبد الدار }} : يا بني عبد الدار ! قد وليتم لواءنا يوم بدر، فأصابنا ما قد رأيتم ، فإما أن تكفونا لواءنا، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه‏ ، [[ يعني إذا مش قدها لا تحملوها ]] ، ونجح أبو سفيان في استفزاز بني عبد الدار وإثارة حميّتهم ، لأن سقوط اللواء يعني خسارة المعركة.

وحاول أبو سفيان أيضا أن يعمل فتنة في صفوف المسلمين ، فاقترب من جيش المسلمين ونادى : يا معشر الأوس والخزرج ، خلوا بيننا وبين بني عمنا وننصرف عنكم ، فلا حاجة لنا إلى قتالكم ، فقام الصحابة من الأنصار و ردّوا عليه كلامه . وقامت نساء قريش بدورهن في تحريض رجالهنّ على قتال المسلمين ، وكانت تقودهن {{ هند بنت عتبة }} ، فأخذن يتجولن بين الصفوف ، وهن يضربن الدفوف ، وينشدن الشعر ، تقول هند :

نحن بنات طارق ( تقصد النّجم، لعُلو مكانتهن ومكانة آبائهن )
نمشي على النمارق ( وسائد فارهة للاتّكاء عليها )
مشي القطا النواتق ( مدح للمرأة أنها كثيرة الولادة )
والمسك في المفارق ( عطر طيب تشم رائحته في مفارق الشعر )
والدر في المخانق ( يتزيّنّ بالحُلي والجواهر )
إن تقبلوا نعانق ( إن تقبلوا على قتال العدو، فنحن لكم معانقون)
أو تدبروا نفارق ( إن تهربوا وتنهزموا عن لقاء العدو، فسنفارقكم )

أصبحت المعركة على الأبواب ، وكان أول وقودها حين خرج رجل من بني عبد الداراسمه {{ طلحة بن أبي طلحة }} يدعو إلى المبارزة وهو راكب على جمله ، وكان من أقوى فرسان قريش وقال : من يبارز ؟؟؟

فخرج إليه على قدميه {{ الزبير بن العوام حواري رسول الله : بمعنى ناصري وخاصتي من أصحابي }} رضي الله عنه، وكان شجاعا طويلا ، فوثب الزبير من الأرض وثبة واحدة فجلس معه على بعيره ، وقتله ، فكبّر النبي ، و كبّر المسلمون ، وبدأ القتال بين الفريقين ، واشتعلت نيران المعركة في كل نقطة من ميدان القتال .
وانطلق المسلمون خلال جنود المشركين كالسيل ، وقاتلوا المشركين بكل بقوة وضراوة وشراسة . وكان ثقل المعركة في أولها يدور حول لواء المشركين ، والذي كان يحمله {{ بنو عبد الدار }}

فبعد سقوط قائدهم طلحة بن أبي طلحة في المبارزة، سقط اللواء ، فحمله أخوه {{ عثمان بن أبي طلحة}} فجاء إليه {{حمزة بن عبد المطلب }} وضربه ضربة بترت يده مع كتفه ، فرجع حمزة وهو يقول :أنا ابن ساقي الحجيج [[ يعني أبوه عبد المطلب جد النبي كان يسقي الحجيج ]] ، ثم رفع لواء قريش {{ أبو سعد بن أبي طلحة }} فأخذ {{ سعد بن أبي وقاص }} قوسه ورماه بسهم ، فوقع السهم في حنجرته ، فمات من فوره . ثم رفع اللواء {{ مُسافع بن طلحة بن أبي طلحة }} فرماه {{ عاصم بن ثابت }} بسهم فقتله ، ثم رفع اللواء {{ كِلاب بن طلحة بن أبي طلحة}} ، فانقض عليه {{ الزبير بن العوام }} وقاتله حتى قتله .

هكذا حتى قُتل من بني عبد الدار {{ ١٠ }} ، ولم يبق منهم أحد يحمل اللواء فتقدم غلام لهم حبشي، اسمه {{ صواب }} فقاتل عن اللواء حتى قتل ، وهكذا سقط لواء المشركين على الأرض من بداية المعركة ، ولم يبق أحد يحمله ، فبقي ساقطاً ، واستبشر النبي - صلى الله عليه وسلم - واستبشر المسلمون، بينما انهارت معنويات جيش قريش ، وتفرقوا في كتائب متباعدة .

كان من أبرز المقاتلين في ذلك اليوم الفارس القوي {{ أبو دجانة }} . . .قبل بدء المعركة أمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - بسيف وقال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟؟ فقام إليه أبو دجانة وقال : وما حقه يا رسول الله ‏؟‏ قال‏:‏ ‏أن تضرب به وجوه العدو حتى ينحني [[ يتطعج ]] ،

قال‏:‏ أنا آخذه بحقه يا رسول الله، فأعطاه إياه . فلما بدأت المعركة يقول الزبير بن العوام – وقد كان يراقب ماذا سيفعل أبو دجانة بالسيف الذي منعه النبي عنه وعن الصحابة وأعطاه فقط لأبي دجانة - يقول : أخرج أبو دجانة عصابة له حمراء فعصب بها رأسه ، فقالت الأنصار:‏ أخرج أبو دجانة عصابة الموت

[[ أهل المدينة يعرفون أبو دجانة إذا أراد أن يبلي بلاء حسنا في الحرب - وكانت لهم حروب من قبل الاسلام - كان يعصب رأسه عصابة حمراء ]] ، وقد ورد في بعض الروايات أن أبا دجانة أخذ يمشي على رؤوس أصابع قدميه ، وهو يتبختر بين الصفوف ويهز سيف النبي في يده ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إنها لمشيةٌ يبغضها الله ورسوله، إلّا في هذا الموطن " . يقول الزبير : لقد أبلى أبو دجانة بلاءً حسناً ، فكان يهد الناس في سيفه هداً كأن السيف في يده منجل يحصد به قريش حصداً ، و يقصّهم فيه قصّا ، وكان يُنشد قائلا :

أنا الذي عاهدني خليلي*** ونحن بالسفح لدى النخيل
ألا أقوم الدهر في الكيول *** أضرب بسيف الله والرسول

[[ الكيول : هي آخر الصفوف ]] ، ثم أمعن في الصفوف، فإذا هي هند بن عتبة تحمس الجيش وتحاول أن تجهز على الجريح من المسلمين ، فلما حمل عليها السيف قالت : يا ويلاه !! وصرخت تستغيث ، فلم يجبها أحد ؛ فكره أن يَقتل بسيف رسول الله امرأة لا ناصر لها ، وانصرف عنها

[[ هل سمع ذلك دعاة حقوق الإنسان ومكارم الأخلاق ، نحن أصحاب مكارم الأخلاق ، وحقوق الإنسان منذ بزغ فينا نور الإسلام ، والحمد لله ]] . هؤلاء هم رجال الله الذين قال عنهم :


{{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }} .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم