الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-21, 07:56 AM   #179
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 166 »
السيرة النبوية العطرة (( استشهاد حمزة – رضي الله عنه - / مخالفة الرماة لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ))
______
وكان أبرز أبطال غزوة أحد أيضا ، أسد الله وأسد رسوله {{حمزة بن عبد المطلب }} عم ّ رسول الله ، و أخوه في الرضاعة ، والذي اندفع في قلب جيش المشركين بشجاعة و استبسال ، وكان حمزة بعد الرسول بيت القصيد وهدف المعركة، ولقد اختارت قريش قبل خروجها ، الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة كما أخبرتكم ، وهو [[ وحشي الحبشي ]] صاحب المهارة الخارقة في قذف الحربة، جعلوا كل دوره في المعركة أن يقتل حمزة ، ووعده سيده جبير بن مطعم أن يعتقه ، ووعدته هند بالذهب و المال .

ويروي لنا وحشي - وقد أسلم لاحقا - : كان حمزة لا يمر من أمامه عدو إلا قطع رأسه بسيفه، وكان يضرب يمينا و شمالا ، و أنا أرقبه ، فأخذت أهرب منه حتى اختبأت خلف شجرة وكانت معي حربتي ، حتى إذا استمكنت منه ، هززت حربتي حتى رضيت عنها ، فأرسلتها ، فوقعت في بطنه وخرجت من ظهره . وقام متجها نحوي فلم يستطع ، فلما مات ، أتيته وأخذت حربتي ، ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ، ولم يكن لي بغيره حاجة، وإنما قتلته لأعتق . وعندما روى ذلك للنبي – عليه الصلاة و السلام – بعد أن أسلم ،

قال له النبي : ويحك ، غيّب عني وجهك فلا أرينّك! فكنت أبتعد بوجهي عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لئلا يراني ، حتى قبضه الله . وظل وحشي نادماً طوال حياته على قتل حمزة ؛ فلما كانت حروب الردة ، اشترك فيها وقتل {{ مسيلمة الكذاب }}، فقال وحشي : " قتلت خير الناس وشر الناس " .

استشهد حمزة - رضي الله عنه - إلا أن المسلمين ظلّوا مسيطرين على المعركة ومتفوقين على جيش مكة ، وقد قامت الكتيبة التي عينها الرسول - صلى الله عليه وسلم - على {{ جبل الرماة }} بدورها المطلوب منها ، في صد هجوم الفرسان ، حيث حاولت كتيبة فرسان قريش بقيادة {{ خالد بن الوليد }} أن تتسلل إلى ظهر المسلمين ، ولكن في كل مرة كان فريق الرماة يرمونهم بالسهام حتى فشلت هجماتهم .


وأصبحت المعركة واضحة ، و{{ سيناريو بدر يتكرر }}، والمسلمون الآن مقبلون على نصر ساحق آخرعلى قريش ، لا يقل روعة عن نصر بدر ، وأخذت صفوف قريش تتراجع وتنسحب بعد أن سقط لواؤهم ، يقول الزبير بن عوام رضي الله عنه : وإني لأنظر إلى هند بنت عتبة ، ونساء سادة قريش يجرين مشمرات ، وما هو إلا قليل و نمسك بهنّ سبايا . وبدأ المسلمون يتتبعون المشركين ، يقتلونهم ويجمعون الغنائم‏ ، و استطاع المسلمون – مع قلة عددهم – أن يهزموا ال 3000 آلاف مقاتل .

وهنا وقع الرماة في خطأ كبير جدا ، قلب الوضع تماماً ، فقد قلنا إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أصدر أوامر مشددة ، وكرر الأمر أكثر من مرة للرماة بعدم ترك أماكنهم تحت أي ظرف، حيث قال لهم : [[ إن رأيتمونا هزمنا القوم فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ]]

حيث أن نصر المسلمين جعل الرماة يطيشون فرحاً ، وقالوا : نشارك إخواننا في جمع الغنائم ، ولكن قائدهم {{ عبد الله بن جبير }} ذكرهم بأوامر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدم ترك أماكنهم ، فصاح بهم وقال : اتقوا الله ، واتقوا وصية رسول الله ، ولكن لم يستجب لعبد الله بن جبير غير قلة قليلة فقط ، بينما ترك الأغلبية مواقعهم من الجبل ، ونزلوا إلى أرض المعركة ليشاركوا بقية الجيش في جمع الغنائم .

فلما نزل الرماة وتركوا أماكنهم ، شاهد (( خالد بن الوليد )) ذلك ، وكان لا يزال على فرسه في أرض المعركة ، فانتهز الفرصة ، وأخذ قراره السريع ، فهاجم بكتيبته من بقي من الرماة ؛ فقتلهم جميعا مع أميرهم " عبدالله بن جبير " ودار بفرسانه خلف جبل الرماة ، وأحاط بالمسلمين وانقض عليهم من خلفهم .
ثم أخذ فرسان المشركين ينادون بقية الجيش :

يا للعزى!! يا لهبل !! وشعر المشركون المنهزمون بالتطور الجديد ، فقاموا بهجوم مضاد ضد المسملين ، وهكذا [[ أحيط بالمسلمين من الأمام والخلف ]] ،

ووقعوا بين شقي رحى ، وجاءت امرأة من المشركين فرفعت لواء قريش من التراب مرة أخرى ، فلما رفعته تجمع جيش قريش مرة أخرى حول لوائهم ، وكان المسلمون في هذه اللحظات ، يجمعون الغنائم ويجرون خلف قريش ، فجاءهم خالد من الوراء و وضع السيف فيهم ؛ فذهلوا [[ لأن الذي يجمع الغنائم ويمسك الأسرى ، ويوثقهم بالحبال يكون قد أغمد سيفه ]] ، فألقوا ما بأيديهم من غنائم وشرعوا بالسيوف مرة أخرى ، ولكن هيهات ؛؛ لقد تفرقت صفوف المسلمين .

هنا أصبح القتال في ساحة المعركة في مكانين {{ المكان الأول }} جيش المسلمين المحاصرين أمام جبل أحد من الأمام ومن الخلف ، وقد سادت الفوضى فيه والارتباك والاضطراب ، حتى تاهوا وسط المشركين ، وأخذ بعض المسلمين يضربون بعضهم بعضا بلا وعي ، يظنونهم من قريش .
و في وسط هذا الارتباك حصل هذا الموقف : كان هناك صحابي اسمه {{ اليمان " حسيل بن جابر العبسي " }}

وهو والد الصحابي
الجليل حذيفة بن اليمان ، وهو شيخ كبير في العمر، لحق بجيش المسلمين لتوّه قادما من المدينة ، فدخل في المعركة من جهة المشركين ، وأحاط المسلمون باليمان يقاتلونه ، وهم يعتقدون أنه من المشركين فصاح بهم ابنه حذيفة : أي عباد الله ، أبي أبي ، إنه أبي [[ يقول للصحابة لا تقتلوه ، فهو ليس من قريش !! إنه أبي ! ]]

ولكنهم لم يسمعوه وقتلوه . فلما علم المسلمون أن الذي قتلوه والد حذيفة بن اليمان ، حزنوا حزنا كبيرا ، فقال لهم حذيفة : يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين . ثم انطلق بسيفه واستكمل القتال . وهمّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد المعركة أن يدفع له الدية ، فأبى أن يأخذها حذيفة ، وجعلها صدقة على من قتله من المسلمين .


[[ لذا كان حذيفة من خيار الصحابة وصاحب سِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أنّ النّبي أسرّ له يومًا بأسماء جميع المنافقين في المدينة المنوّرة ، ولم يسرّها إلى أحدٍ من صحابته ، فسمّي حذيفة لذلك - صاحب سر رسول الله - وقد بقي حذيفة محافظًا على هذا السّرّ ، حتّى توفي رضي الله عنه وأرضاه ]] . وقد ألحّ عمر يومًا عليه بقوله : أنشدك الله أذكرني الله في المنافقين ؟؟ ولما رأى حذيفة حرصه وخشي عليه قال له، لا ، ولا أقولها لأحدٍ من بعدك . سبحان الله ! إذا كان خليفة المسلمين يخاف على نفسه من النفاق ؟ فماذا نقول عن حالنا ؟؟


اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم