عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-21, 08:43 PM   #12
شَغَف

الصورة الرمزية شَغَف

آخر زيارة »  يوم أمس (06:12 PM)
الهوايه »  الكتابه&القراءة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



عندما أعود بذاكرتي للـ2011
ثورة 11 فبراير
وساحة الحرية،
كنت طفلة حينها تذهب للساحة فقط لتستمع للأناشيد الثورية
وترى المسرحيات وألعاب الخفة . . ثم تذهب،
لم أكن مستوعبة بعد ما أنا آتية لأجله،
لم أكن أعلم بالأساس من هو علي عبدالله صالح الذي يتحدثون عنه،
وكيفَ يريدون إسقاطه،
ومن على بُعدِ كم يا ترى؟!،
وما هو ذلك الكرسي الثمين الذي يتحدثون عنه؟!،
ولِمَ هو متمسكٌ به إلى هذا الحد؟!
هل هو كرسي متحرك أم هزاز؟!.

ذاتَ يومٍ عدتُ من المدرسة ووالدتي أمام شاشة التلفاز تبكي بحرقة،
يومها شاهدتُ أقبَحَ ما يمكن للمرءِ أن يراه،
مناظرٌ ينفطر لها الفؤاد،
زجرتني والدتي حينها وغيرت القناة لأخرى
لكنها وقعت على ذاتِ المشهد،
كل القنوات الإخبارية كانت تشير إلى ذاتِ البشاعة،
ذاتِ الحقد والغل الذي انفجر بتلك الصورة المريعة،
كرهتُ علي صالح حينها كثيراً . . كثيراً جداً
رغم أنني كنت ما أزال جاهلةً جرمه الذي انتفضَ له كافة الشعب حينها،
في ذلك الوقت
كان حزبُ الإصلاح مع الحوثي يهتفان بذاتِ الصوت أن: اِرحل!.
لكنه لم يفعل!،
لعبَ لعبةً حقيرة،
لعبة يضرب بها أنداده ببعضهما،
لعبة احترفها طيلة ال33 عاماً التي حكمَ البلاد بها
من ينقِّب عن ماضيه يعلمُ ذلك جيداً . .
دمر الشعب والوطن وذهب . .

واليوم . .
أمست الثورة تهمةُ أحرارِها،
ماتَ الشهداء منهم وهم متهمونَ بها،
وبقيَ الأحياءُ يتجرعونَ ويلات الاتهام!،
رُفع البنان مشيراً إليهم . . بأنهم هم من كسروا [السلام]
هم من شظُّوه،
وهم من لعبوا بأسلاكِ [قنبلة موقوتة]
والحقيقة أنهم أرادوا إيقافها . . لكن حساباتهم قد خابت،
وتفجَّرَت . . وما زالت تفعل . .

ذنبُ أحرارِ الثورة أنهم حلموا،
أرادو يمناً أفضل،
أرادو وطناً لا يضطرونَ معه للتغرُّب بالخارج،
لا يضطرَّهم للبحثِ عن آخر يتبنى أحلامهم ومساعيهم،
أرادو وطناً كما يجب
سئموا رؤيته بموضعِ المجني عليه،
يتراجع للوراء بينما كل العالم يتقدم،
ويُنهَب عوضاً عن أن يوهَب!.

لن يفهم حديثي بالأعلى إلا شخصاً يعلم تماماً معنى أن يضيق الوطن بشعبه،
معنى أن يجد الشخص نفسه بطريقةٍ ما [مغترب] في وطنه وأرضه،
شخصاً اكتشف فجأة أن كل أحلامِ أمسِه كانت أضغاثُ أحلام لا تُغني من جوعِ شغفه شيئاً،
وعادَ من مناراتِ الحُلُم إلى رصيفِ الواقع،
التَحَفَ التراب وتوسَّدَ حجرَ وطنٍ مشوَّه
ونامَ يَقِظاً . . دونَ أحلامٍ هذه المرة . .