الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-21, 08:10 AM   #180
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 167 »
السيرة النبوية العطرة (( استبسال الصحابة في الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في غزوة أحد / ج1 ))
______
أمّا المكان الثاني الذي تركز فيه القتال ، فقد كان حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فهو الآن قد بلغ من العمر {{ ٥٧ عاما }} ، و المعركة الآن انقلبت موازينها لصالح قريش ، و انكشف المسلمون ودخلهم الرعب، وأوجع المشركون فيهم قتالاً شديداً، حتى وصلوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وطمعوا في القضاء عليه وقتله.

وفي هذا الموقف الشديد ثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - كالجبل الأشم ، يدافع جموع المشركين المحيطين به من كل ناحية، وهو يقول للمسلمين: إليَّ عباد الله، إليَّ عباد الله، فاجتمع إليه نحو ثلاثين رجلاً من أصحابه، فدافعوا عنه بأجسادهم وأرواحهم، في صور رائعة من الحب والتضحية، فقام [[ أبو طلحة ]] رضي الله عنه - يُسوِّر نفسه بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ويرفع صدره ليقيه من سهام العدو، ويقول : " نحري دون نحرك يا رسول الله"، حتى أثخنته الجراح . أمّا [[ أبو دجانة ]]

رضي الله عنه ، فكان يحمي ظهره - صلى الله عليه وسلم - والسهام تقع عليه ولا يتحرك ، يقول الراوي : حتى أصبح ظهر أبو دجانة مثل القنفذ من كثرة السهام ، فكان كلما نزل في ظهره سهم تألم فقال : آه ... آه ، وكلما قال آه ينظر في عيني النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول : ( ما أطيبها فيك يا رسول الله !! ) .
أمّا [[ طلحة بن عبيد الله ]] أحد المبشّرين بالجنّة ؛ فقد وقى رسول الله بيده حتى أصابها الشلل ، وكان أيضا يجعل من نفسه سَلَّمَاً للنبي - صلى الله عليه وسلم - يصعد عليه ليرتقي إلى صخرة بالجبل ليحميه من المشركين . فقال له عليه الصلاة و السلام :

( أوجَب طَلحةُ ) أي : وجبت له الجنة .
ورغم استبسال الصحابة - رضوان الله عليهم - في الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن بعض المشركين وصلوا إلى رسول الله، وجرحوه جراحات عديدة، إذ رماه " عتبة بن أبي وقاص " بالحجارة فكسر رباعيته ، وجرح شفته السفلى، وتقدم " عبد الله بن شهاب الزهري" إليه فشجّه في جبهته، وضربه " عبد الله بن قمئة " على عاتقه بالسيف ضربة عنيفة، شكا لأجلها أكثر من شهر، ثم ضُرب على وجنته - صلى الله عليه وسلم - ضربة أخرى عنيفة كالأولى، حتى دخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، وأصيب النبي - صلى الله عليه وسلم - إصابات عديدة .

عن أنس رضى الله عنه:
(( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُسِرَتْ رَباعيتُه يوم أُحُدٍ، وشُجَّ في رأسه، فجعل يسلت الدم عن وجهه ويقول: كيف يُفلحُ قوم شجّوا نبيّهم وكسروا رباعيته [[ السن التي تلي الثنية من كل جانب ]] وهو يدعوهم إلى الله؟!، فأنزل الله عز وجلّ قوله: " لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ " ))

ومن الذين استبسلوا في الدفاع عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في غزوة أحد

[[ أم عمارة : نسيبة بنت كعب الأنصارية ]] ، كانت تحمل الماء للمجاهدين ولكنها حين رأت المسلمين ينهزمون ، حملت سيفا واقتربت من الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبدأت تدفع عنه الأذى بالسيف والقوس هي وابناها عبدالله وحبيب وزوجها زيد بن عاصم ، وقد أصابها " ابن قمئة " في كتفها ، فأزال كتفها عن موضعه ، بعد أن وجّهت له عدة ضربات بسيفها . [[ لم تمت في أحد عاشت - رضي الله عنها - وشهدت حروب الردة ، وكانت ممن أسهم في قتل مسليمة الكذاب ]] .

وفي غزوة أحد أبلى [[ سعد بن أبي وقّاص ]] بلاءً حسناً أيضا، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يناوله السهام، ويرمي بها الأعداء ويقول: ارم سعد فداك أبي وأمي، وقد كان ماهراً في رميه دقيقاً في إصابته .

أمّا [[ عليّ بن أبي طالب ]] رضي الله عنه ؛ فقد حمل لواء المسلمين في الغزوة بعد استشهاد مُصعب بن عُمير - رضي الله عنه – وأُصِيب بعدّة ضربات وهو يدافع عن الرسول في نهاية الغزوة ، رضي الله عنهم و أرضاهم جميعا . أرأيتم شجاعة و استبسال نبينا و أصحابه في سبيل الدّفاع عن دين الله ؟؟

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم