الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-21, 08:12 AM   #181
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 168 »
السيرة النبوية العطرة (( استبسال الصحابة في الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في غزوة أحد / ج2))
______
دافع الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكل شجاعة و صبر ، فها هو {{ عبد الرحمن بن عوف }} قد قاتل حتى أصيب بعشرين جرحاً ، وكانت إحدى هذه الإصابات في فمه حتى تكسرت أسنانه ، وكان بعضها في رجله فكان يعرج بعد غزوة أحد . وحاول {{ سعد بن أبي وقاص }}أن يقتل أخاه عتبة الذي كسر رباعية الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكنه لم يظفر به ، فتبعه الصحابي {{ حاطب بن أبي بلتعة }} حتى ضربه بالسيف ضربة أطاحت رأسه، ثم أخذ فرسه وسيفه .

وجاء {{ مالك بن سنان }} فأخذ يمص الدم من جروح النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ينقيها ، ثم ذهب يقاتل حتى مات شهيدا .
وقاتل {{ مصعب بن عمير }} قتالا شديدا ، وكان اللواء بيده ، ثم استشهد ، وكان الذي قتله هو ابن قمئة ، وكان مصعب بن عمير يشبه الرسول - صلى الله عليه وسلم- فاعتقد ابن قمئة أنه قتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فانصرف وهو يصيح ويصرخ : إن محمداً قد قتل .

شاع خبر مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - فانهارت معنويات المسلمين المعنوية، فأصابتهم المصيبة العظمى [[ قُتل النبي !!! ]] وبدأ البعض في الفرار ، بينما توقف عن القتال البعض ، فقال لهم [[ أنس بن النضر]] :‏ ما بكم ‏؟‏ فقالوا :‏ قتل رسول الله . قال: فإن كان قد قتل النبي ، فإن دين الله باق ، قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ونادى بهم أيضا {{ ثابت بن الدَحْدَاح }} فقال :‏ إن كان محمد قد قتل ، فإن الله حي لا يموت ، قاتلوا على دينكم ، فإن الله مظفركم وناصركم .‏فعادت للجنود معنوياتهم في المعركة ، و عادوا يقاتلون و يلتفون حول النبي عليه الصلاة و السلام .

أمّا عن بطولة أنس بن النضر في الغزوة ، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: (( غاب عمِّي أنسُ بنُ النضرِ عن قتالِ بدر، فقال: يا رسول الله، غِبْتُ عن أولِ قتالٍ قاتلتَ المشركينَ، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليَرَيَنَّ اللهُ ما أصنع . فلما كان يوم أُحُد، وانكشف المسلمون، قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ـ يعني أصحابه ـ ، وأبرأ مما صنع هؤلاء ـ يعني المشركين ـ ، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال: يا سعد ؛ الجنة وربِّ النضر، إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعتُ يا رسول الله ما صنع )) .

قال أنس: " فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتِلَ وقد مَثَّلَ به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه (اصبعه)، وقال : كنا نرى ـ أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } .

بدأ الرسول – صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك في الانسحاب المنظم إلى شعب من شعاب جبل أحد [[ وقد قلنا إن الشعب هو الطريق بين الجبلين ، وكان من أسباب اختيار الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهذا الموضع في أحد، هو أن يكون في الجبل مكان آمن يمكن أن ينسحب إليه المسلمون إذا وقعت الهزيمة بهم، ولا يلجئون إلى الفرار من أمام العدو، فيتعرضون للقتل أو الأسر]] .
أخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون يشقون طريقهم بين المشركين المهاجمين ، وحاول المشركون عرقلة هذا الانسحاب، واشتد هجومهم إلا أنهم فشلوا أمام بسالة الصحابة ، فانسحب النبي والصحابة إلى الشعب .

وفي الطريق إلى سفح الجبل لحق بالنبي [[ أبي بن خلف شقيق أمية بن خلف ]] حيث كان يقول للنبي في مكة : يا محمد ، أنا أقتلك متى شئت [[ من باب الاستهزاء والاستخفاف ، يعني أنت في متناول اليد متى أردت قتلك ]] فيردّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - : بل أنا أقتلك إن شاء الله . فرماه النبي بحربة أصابت عنقه ، ثم قال عليه الصلاة و السلام : " اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم