“فيــفاء”.. “معشوقة الضباب” طبيعة ساحرة على بساط أخضر
«فيفاء» نجمة الجنوب، تفتن بطبيعتها الساحرة وبساطها الأخضر الممدود
على سفوح الجبال من يزورها مرة واحدة وتغريه بتكرار الزيارة، للاستمتاع
بالمناظر الخلابة والبيئة البكر.
“فيــفاء”.. “معشوقة الضباب” طبيعة ساحرة على بساط أخضر 
تحرير - عبدالرحمن الفيفي - فيفاء «فيفاء» نجمة الجنوب، تفتن بطبيعتها الساحرة وبساطها الأخضر الممدود على سفوح الجبال
من يزورها مرة واحدة وتغريه بتكرار الزيارة، للاستمتاع بالمناظر الخلابة والبيئة البكر.
فرحلة الذهاب إليها يغري للتأمل، حيث تشعر برهبة وروعة الصعود من مطلات تهامة ومزارع الذرة،
وتجد نفسك تتدافع خطوة وراء الأخرى للوصول الى قمة جبل يزيد ارتفاعه عن 2800 م عن سطح البحر. ثوب أخضر
وتشهد فيفاء الواقعة شرق منطقة جازان حاليا موسما ماطرًا، كسا مُدرجات جبالها ثوبًا سُندسيًا أخضر جذب نحوه المصطافين من عدة مناطق في البلاد ومن دول الخليج.
ومما يميز جبال فيفاء تلك المدرجات المتقاطرة التي تسلب العين حين مشاهدتها حيث تعتبر من أبرز العناصر الجمالية، وقد أنشأها السكان لتحتوي التربة واستغلالها في الزراعة.
عشق أبدي ويضيف الضباب الذي يكثر في فصل الصيف رونقًا جماليًا لهذه الطبيعة الخضراء،
مما يضفي على جمال تلك الطبيعة في فيفاء جمالًا آخر، ولذا توصف جبال فيفاء بأنها معشوقة الضباب. وعلى الرغم من سوء خدمات الطرق ووعورتها وعدم توفر الفنادق أو حتی المطلات المهيئة بالخدمات الأساسية، إلا أن المصطافين تجاوزوا كل تلك المعوقات لينعموا ولو لساعات تكتحل من خلالها أعينهم بتلك الجنان الخضراء والأجواء العليلة التي تبعث في النفس البهجة وتنسيها عناء ومشقة الطرق بالمحافظة.
وتقدر مساحة جبال فيفاء بنحو 250 كيلومترًا مربعا تقريبًا ، ويحيط بها وادي ضمد من الشرق الى رأس القوس غربا، ووادي جورا في الشمال والغرب، حيث يلتقيان في نقطة المحة غرب الجبل.
روعة السياحة وتوجد في فيفاء أماكن سياحية كثيرة أهمها العبسية وهي أعلى قمة في جبال فيفاء، تطل على مناظر خلابة، ومدرجات زاهية الخضرة، وتعطره أنسام محملة بروائح الزهور المنتشرة في جنبات الجبل الشاهق، والخوشيـن وهو عبارة عن غابات وعرة كثيفة وخلابة تقع في ذراع آل يحيى علي وتمتد شمالًا من (بئر المعاين) حتى نهاية (المفرة). ومن المناطق السياحية كذلك السمّاع، الذي تستطيع من خلاله أن تطل على عدد من المناطق مثل بقعة العذر والنفيعة، ووادي الحجوري، والدفرة، ومعظم مواطن قبيلة آل عبدل، وتشاهد من هناك الجبال المجاورة، ومناطق السهول، ويمكن رؤية مدينة جيزان، ومحافظة صبيا، ومحافظة أبي عريش، وسد وادي جيزان، والعارضة.
و
تنضم اللعثة للمناطق السياحية، حيث تقع في أعلى قمة جبل آل عبدل، إلى جانب الوشر وهي بقعة منبسطة ذات مزارع جميلة وخلابة، والصامل الذي يتميز بوجود بئر جوفيه فيه تتدفق من بين الصخور كان يستخدم سابقا للسقيا وبه غابات كثيفة، بالإضافة إلى الخطم الموجود في بقعة حيدان، والعـذر المشهورة بكثرة مياهها، ووفرة محاصيلها الزراعية، ويقع بها العديد من الدوائر الحكومية والمدارس، فضلا عن النقيـل والدحرة ومطل المحبا، وادي الفرع، وادي ذبوب، وادي الموهر.
استثمار غائب وابدى عدد من زوار محافظة فيفاء استغرابهم من عدم استثمار جبال فيفاء سياحيا لتصبح وجهة سياحية لأبناء الوطن، حيث أشار عبدالله علي الغفيلي من ابناء محافظة الرس بالقصيم، إلى أنه زار اكثر من 35 دولة بهدف السياحة لكنه لم يجد مثل طبيعة وجمال جبال فيفاء. مواقع بكر ولفت الى ان مشاهداته لسفوح وبعض قمم جبال فيفاء كشفت له عن مساحات شاسعة لم تصل لها الطرق ولا تزال بكرا ومعظمها خالية من السكان، مطالبا المسؤولين في الجهات الحكومية والخدمية بفيفاء بالبدء في توسعة الطرق وسفلتتها وتوفير الخدمات السياحية على الشوارع الرئيسة بالمحافظة. وأيده الرأي علي الهاجري أحد الزوار من دولة الكويت، قائلا:»هذه أول مرة أزور فيها جبال فيفاء واندهشت بما رأته عيني من سحر الطبيعة، ورغم الصعوبة التي واجهتها حتى وصولي اليها، إلا أنني لم أندم أن زرتها وسأكرر الزيارة لها بإذن الله».
وبين عبدالله الفيفي، أحد سكان فيفاء، أن السياح يوجهون لهم العديد من التساؤلات، قائلا:»تكثر الأسئلة عن أماكن وجود الشقق والاستراحات، وعدم وجود اللوحات التعريفية للطرق يسبب مشكلة للزوار».
مسار سياحي وأوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة جازان المهندس رستم بن مقبول الكبيسي أن هيئة السياحة والآثار ستبدأ العام المقبل بالتعاون مع بلدية فيفاء والطرق في تطوير مسار سياحي بفيفاء يكون جاذبا للسياح. ولفت إلى أن الهيئة عقدت ورشة عمل بفيفاء بعنوان السياحة تثري لتعريف المجتمع المحلي بأهمية السياحة وكيف يمكن الاستفادة منها في تطوير العمل السياحي بفيفا،
اضافة الى الترخيص لبعض شباب فيفا في مزاولة مهنة الارشاد السياحي، مؤكدا أن الهيئة تعمل جاهدة على تطوير المناطق السياحية في المنطقة لاستقطاب السياح من داخل وخارج المملكة.