الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-17-21, 08:02 AM   #184
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (04:27 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 171 »
السيرة النبوية العطرة (( تفقد شهداء أحد / ج2 ))
______
ونقف أيضا مع شهيد آخر، وهو {{ عمرو بن الجموح }} - رضي الله عنه – فهو لم يشهد غزوة بدر ، ولما نودي لغزوة أحد أحب الخروج للجهاد ، فمنعه أبناؤه من الخروج للقتال ، وقالوا : إن الله قد عذرك ونحن نكفيك [[ لأنه أعرج ، قالوا نحن نسد مكانك ]] وكان أيضا طاعنا في السن ، إلا أنه أبى إلا أن يشهد المعركة مع أبنائه الخمسة .

وذهب إلى رسول الله ، فقال له النبي: أما أنت فقد عذرك الله، ولا جهاد عليك وألح عمرو بن الجموح في الخروج ، وبكي بين يدي رسول الله قائلا : إني لأرجو الله أن أطأ بعرجتي الجنة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – لأبنائه : لا عليكم، لا تمنعوه ، لعل الله يرزقه الشهادة· وهذا ما حدث معه رضي الله عنه ، فقد استشهد في غزوة أحد رحمة الله عليه ، فمرَّ عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد مثّلت قريش به ، فبكى وقال : ((كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنّة )) .

أريتم كيف كانت بداية عمرو بن الجموح ؟؟ يعبد صنما من خشب اسمه مناف ، يلجأ إليه عند المصائب ، كان يحبه أكثر من أهله وماله ، وكان شديد الإسراف في تقديسه .. وتزيينه ، وتطييبه ، وتلبيسه !!! وكيف كانت نهايته ؟؟ شهادة في سبيل الله ... اللهم إنّا نسألك الشهادة في سبيلك .

وكان صديقا ل {{ عبدالله بن حِرام }} بكسر الحاء ، الذي استشهد هو الآخر ، فقال أبناء عمرو بن جموح : يا رسول الله ، كان قد تواعد مع صديقه عبدالله بن حِرام قبل الخروج ، هذا الصحابي يكون [[ والد جابر بن عبد الله الذي له روايات بالحديث ؛عندما تسمعوا حديث نبوي عن جابر بن عبدالله ]] ، تواعدا أن يلتقيا في الجنة إذا فرقهم الموت ، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : اجعلوهما في لحد واحد ، ولفوهما في ثوب واحد ، ولا تفرقوا بينهما . انظروا ما أجمل هذا الأخوة في هذا الدين !!!

ووقف النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا على جثة شاب اسمه {{ حنظلة بن أبي عامر الملقب فيما بعد بغسيل الملائكة }} ، والده كان مع المشركين في قريش ، وحنظلة شاب مؤمن صادق الإيمان من المهاجرين ، أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يزوجه في المدينة من الأنصار ، [[ فكان النبي كولي أمره ، فجاء رئيس المنافقين ( ابن سلول ) فقال : إن بنتي زوجة لمن يخطب له النبي - طبعا نفاقاً لا إيماناً - فهكذا هم المنافقون في كل زمان ]] .

وتمت الخطبة ، وبنى حنظلة بعروسه بعد أن استأذن النبي عليه الصلاة و السلام . وقبل أن يغتسل ويصلي ، سمع منادي النبي يدعو للخروج للجهاد إلى أحد ، فتعجل ، وأخذ سلاحه وأسرع بالخروج فلحقته زوجته للباب وقالت له : إنك لم تغتسل !! قال لها : الجنابة لن تحول بيني وبين الجهاد في سبيل الله ، فإني أخشى إن بقيت حتى أغتسل ، أن يفوتني موقفاً مع رسول الله .

فخرج والمسلمون لا يعلمون بأمره ، وأنه بنى بزوجته . و عندما خرج أرسلت زوجته تستدعي أربعة من رجال قومها ، فلما حضروا ، أخذت تشهدهم أن حنظلة قد بنى بها قبل أن يخرج للجهاد ، ولعلي قد علقت بحمل منه ، فإني أريد أن أغلق باب الغيبة والريبة . [[ يعني عملت بقاعدة : رحم الله امرءا جب الغيبة عن نفسه ]] . وقد أبلى حنظلة لاء حسنا في الغزوة ، إلى أن سقط شهيدا . فلما نظر النبي إلى جثته ، أشار إليه قائلا : هذا صاحبكم رأيت الملائكة تغسله بين السماء والأرض بأطباق من الفضة ، فسمي {{ حنظلة الغِسّيل }} .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم