الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-21, 07:50 AM   #186
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:28 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 173 »
السيرة النبوية العطرة (( الرجوع إلى المدينة بعد غزوة أحد ))
______
دفن الشهداء ، ورجع النبي - صلى الله عليه وسلم – و أصحابه إلى المدينة ، وكانت قد وصلت الأخبار للمدينة بأن النبي قد قتل ، فضاجت ، وارتفع صوت البكاء فيها ، وخرج الجميع نساء و أطفالا ، صغارا وكبارا ، الكل خرج يستطلع الخبر . فما إن دخل الموكب المدينة ، حتى أخذت تتلاقهم طلائع النساء ، فكان أول من تلقاهم من النساء {{ حمنة بنت جحش ، أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش }} ، فلقيتهم وهي تسأل :

أرسول الله بخير ؟؟ فلقيها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها : يا حمنة احتسبي . قالت : من يا رسول الله ؟ قال : خالك حمزة أسد الله ورسوله [[ قالها وهو يبكي ]] فاحتسبت وقالت : إنا لله و إنا إليه راجعون . قال: يا حمنة احتسبي أيضاً . قالت : من يا رسول الله ؟ قال: أخوكِ عبدالله بن جحش . فاحتسبت وقالت :إنا لله و إنا إليه راجعون . وكانت حمنة زوجة {{ لمصعب بن عمير }} فقال لها النبي : احتسبي يا حمنة أيضاً. قالت : من يا رسول الله ؟ قال : زوجك مصعب .

فناحت و ولولت . فقال - صلى الله عليه وسلم - : سبحان الله ! ! إن الرجل من زوجته لبمكان !!

[[ لقد نعي إليها خالها وأخوها ولم تولول ونعي لها زوجها فصاحت وبكت ]] قال لها النبي : يا حمنة ، لم فعلت هذا ؟ قالت : يا رسول الله، تذكرت قوله تعالى : {{ ولا تنسوا الفضل بينكم }} ، فهو زوجي ، وإن له أيتاما أيضا . فقال : اللهم اخلفها في أيتامه خيراً . [[ أكبر مصيبة تصيب المرأة هو فقد زوجها ، خاصة إذا رزقهم الله بالسكينة والمودة والرحمة بينهم ]]

ومضى - صلى الله عليه وسلم - واذا بامرأة مسنة كبيرة بالعمر ، تكون {{ والدة سعد بن معاذ }} وهي تسأل الجموع : أين رسول الله ؟؟ لقد بلغنا أنه قُتل .قالوا لها : هو بخير . فلما دنا النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا بسعد ولدها هو الذي يقود فرس النبي – عليه الصلاة و السلام - فقال سعد : يا رسول الله هذه أمي . قال صلى الله عليه وسلم :

أهلاً بها ومرحباً ، فقال لها رسول الله : يا أم سعد ، احتسبي. قالت : من يا رسول الله ؟ قال : ولدك عمرو بن معاذ . قالت : إنا لله و إنا إليه راجعون ، مادمت عدت لنا سالماً يا رسول الله ؛ لا نبالي بعد ذلك . فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن بكت وهي تعانق ابنها سعد : أبشري يا أم سعد وبشري من وراءكِ :

" إنّ الله جعل أرواحَ الشهداء في جوفِ طيرٍ خضرٍ تَرِدُ أنهارَ الجنةِ ، تأكلُ من ثمارِها ، وتأوي إلى قناديلَ من ذهبٍ معلقةٍ في ظِلِّ العرشِ ، فلمَّا وجدوا طِيبَ مأكلِهم ومشربِهم ومَقِيلِهم ، قالوا : من يُبلِّغَ إخوانَنا عنَّا أنَّا أحياءٌ في الجنةِ نُرزقُ؛ لئلا يزهدوا في الجهادِ ولا ينكلوا عن الحربِ؟ فقال اللهُ سبحانه : أنا أُبلِّغُهم عنكم ، ثم قرأ قوله تعالى :

{{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }} . "

هذه بشارة نبنا محمد من رب العالمين إلى أمهات الشهداء وذويهم ، وإلى كل من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم