الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-21, 07:51 AM   #187
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:05 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 174 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة أحد ، و البكاء على الميت ))
______
. . . ثم مضى - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته ، فسمع بكاء النساء على الشهداء ، وهنّ يذكرن مأثرهم [[ خصالهم الحميدة ]] ،

وورد في بعض الروايات أنه قال : لكنْ حمزةُ لا بَواكِيَ له ! فبَلَغ ذلك نِساءَ الأَنصارِ، فجِئْنَ يَبكِينَ على حمزةَ، قال : ودخل عليه الصلاة و السلام إذ غلبته عيناه فنام ، وقد كان متعبا - صلى الله عليه وسلم - فانتَبَهَ مِنَ اللَّيلِ ، فسَمِعَهُنَّ وهُنَّ يَبْكِينَ، [[ اي من قبل المغرب إلى الليل ]] ،

فقال: لم يَزَلْنَ يَبكِينَ بَعْدُ مُنذُ اللَّيلةِ؟! مُرُوهُنَّ فلْيَرْجِعْنَ، ولا يَبكِينَ على هالكٍ بعْدَ اليَومِ . [[ يعني بعد اليوم ما في نواح بالإسلام ]] . ومن ذلك اليوم لم تبك مؤمنة على ميت بندب ونواح .

ولنا وقفة هنا لنربط الكلام ببعضه ، فقد ورد أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بكى على إحدى بناته ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ . كذلك عندما مات إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - حزن عليه كثيراً وقال : إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ .

فالبكاء الممنوع هو النياحة وشق الثوب ولطم الخد، يقول النبي عليه الصلاة و السلام :" ليس منا من لطم الخدود، أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية " . ويقول أيضا :

" أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة " . [[ الصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة، والشاقة: التي تشق ثوبها عند المصيبة، والحالقة : تحلق شعرها عند المصيبة أو تنتفه ]] هذا هو الممنوع، أما دمع العين والبكاء بدمع العين هذا ليس به بأس .

والإسلامِ، حَضَّ على الصَّبرِ عندَ المصائبِ، واحتِسابِ أجْرِها على الله، وتفويضِ الأمورِ كلِّها إليه؛ فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} .

فالبكاء على الميت مشروع ما دام من غير نياحة و شق و لطم ، وهذا درس من السيرة للعوام من المسلمين الذين يقفون بكل عزاء ، يريدون أن يمنعوا الناس من البكاء على ميتهم !! فهذا أمر من فطرة البشر ، وهو رحمة جعلها الله في قلوب عباده كما قال عليه الصلاة و السلام .

وكم أستغرب أيضاً من الناس عندما تريد امرأة توديع زوجها الميت بعد غسله وتكفينه ، فتسمع صياحا من هنا وهناك ، وعلى غير علم بالدين : اتقي الله !! دموعك هذه تحرقه !! سبحان الله !!

[[ كيف لكم أن تحبسوا دموعها عن حبيبها و أبو عيالها ؟؟ ]] ، ومن قال أن الدموع تحرقه ؟! هذا كله من الجهل بالدين ، وجميل أن تكون السيرة للتأسي لا للتسلي ، و أن نعالج هذه الظواهر السلبية في مجتمعنا .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم