الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-21, 07:56 AM   #189
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 176 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة حمراء الأسد / ج2))
______
إذن فقد عزم النبي - صلى الله عليه وسلم - على اللحاق بجيش قريش ، وكانت هذه رسالة قوية للمشركين ومن حالفهم : فإن خروج النبي - صلى الله عليه وسلم – بجيشٍ مُثقل بالجراح و الإصابات يعني أن المسلمين لا يزالون أعزّة ، قادرين على المواجهة ، وأن جراحهم وآلامهم لا يمكن أن تعوقهم عن مواصلة الجهاد والقتال ، وأنّ فرح المشركين لن يدوم طويلاً .

فلما انتهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من صلاة فجر يوم الأحد ، أمر بلال أن ينادي : إن رسول الله يأمركم بطلب عدوكم، ولا يخرج معنا إلا من شهد القتال بالأمس !! {{ يعني من شهد أحد فقط }} ،

أما هؤلاء ال ٣٠٠ الذين انسحبوا من منتصف الطريق إلى أحد فلا يخرجون معهم ، فقد أصبح الصحابة في المدينة يفرقون بين جماعة المؤمنين وبين المنافقين ، وكان هذا من مكاسب غزوة أحد ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يريد أن يكون معه غير المؤمنين لأن هؤلاء المنافقين يخذلون الجيش ، ويكون ضررهم أكثر من نفعهم .

وجاء رأس المنافقين - عبد الله بن أبي بن سلول - وقال : أنا خارج معك يا رسول الله ، فرفض الرسول وقال : لن يخرج إلا من خرج معنا بالأمس .
استجاب الصحابة لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - [[ مع أنهم جميعا يعانون من الجروح والإصابات البليغة ، لم يأت صحابي واحد يعتذر للرسول في عدم الخروج رضي الله عنهم جميعا ]] . وامتدح الله تعالى هذا الموقف العظيم من الصحابة ، قال تعالى :

{{ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ }} .


وهذا رجل من بني عبد الأشهل يصور حرص الصحابة على الخروج للجهاد فيقول : " شهدت أحداً أنا وأخ لي فرجعنا جريحين، فلما أذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخروج في طلب العدو ، قلت لأخي وقال لي : أتفوتنا غزوة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

والله مالنا من دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل، فخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت أيسر جرحاً منه، فكان إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة (نوبة)، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون " .

وخرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو أيضا مجروح في وجنته ، من أثر الحلقتين ومجروح أيضاً في جبهته وباطن شفته السفلي ، ومجروح في ركبتيه ، ومتألم من عاتقه الأيمن من أثر ضربة ابن قمئة ، يقول طلحة: [[ و أنا مهموم بجراح رسول الله أكثر من جراحي ، فرسول الله مازال خده ينزف من آثار الحلق التي دخلت في وجهه بالأمس ]] .

سار – صلى الله عليه وسلم - بجيشه حتى وصل إلى منطقة يطلق عليها {{ حمراء الأسد }}على بعد حوالي [[ ٢٠ كم ]] جنوب المدينة ، وعسكر بجيشه هناك ، وعندما وصلوا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجمعوا الحطب بالنهار ، ولما جاء الليل أمرهم أن يوقدوا النار ،

حتى إذا نظر أحد إلى معسكر المسلمين من بعيد ، اعتقد أن عددهم كبير . [[ وبالفعل انتشر ذكر معسكر المسلمين ونيرانهم وعددهم الكبير في كل مكان في الجزيرة ]]

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم