الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-21, 07:59 AM   #194
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:42 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 181 »
السيرة النبوية العطرة (( الصحابي مرثد بن أبي مرثد الغنوي ))
______
هذا الصحابي كان من ضمن العشرة من الصحابة الكرام في حادثة الرجيع التي ذكرناها ، وقد قاتل قوم هذيل مع الصحابة حتى استشهد رضي الله عنه . وقد شهد غزوتي بدر و أحد ، وقاتل بكل شجاعة . كان قوي البنية ، شجاع القلب ، له القدرة على التحكم بمشاعره ، واسم [[ مرثد يعني الرجل الكريم و القوي كالأسد ]] .

وقد قلنا من قبل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت عنده فراسة عظيمة في اختيار الرجال ، فكان يختار لكل مهمة ما يناسبها ، ولذلك ظهر من بين الصحابة مواهب عظيمة وعبقريات فذة ، استطاع النبي – عليه الصلاة و السلام – صقلها و توظيفها في مواقف كثيرة .

ولذلك اختار - صلى الله عليه وسلم - ( مرثد ) لأمر عظيم ، ومهمة خطيرة وصعبة جداً ، وهي تخليص أسرى المسلمين في مكة المكرمة ، والمجيء بهم إلى المدينة المنورة ، ليعيشوا عز الإسلام وعدل الإسلام ، فقد كان المشركون يحتجزون المسلمين ، و يمنعونهم من الهجرة إلى المدينة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .

فكان {{مرثد }} يتسلل إلى داخل مكة ليلاً ، ويذهب إلى المكان المحتجز فيه المسلم ، ويحمله إذا كان مقيدا ، ثم يخرج به خارج مكة ، ويفك قيوده ، وينطلق به إلى المدينة .

وذات مرة دخل مكة في ليلة مقمرة ، و استطاع أن يصل إلى الأسير، وكان ثقيلاً ومقيّدا، فمشى به ، ثم وقف ليرتاح ، فرأته امرأة من بغايا مكة اسمها {{ عناق }} ، وكانت عناق لها معرفة قديمة به ، قبل إسلامه ، فلما اقتربت منه عرفته وقالت : مرثد ؟ !!! مرحباً وأهلاً ، تعال فبت عندنا الليلة‏ [[ وكانت تحبه ]] ، فقال لها : يا عناق، إن الله حرم الزنا ‏،‏ ورفض طلبها ، فغضبت من رده وصاحت :‏ يا أهل مكة ، يا أهل الخيام ، إن هذا الذي يحمل الأسرى من مكة ‏!‏

فترك مرثد الأسير، وفر هاربا إلى جبل {{ الخندمة }} وهو أحد الجبال المحيطة بمكة ، حتى دخل في أحد كهوفه واختبأ فيه .

وخرج يتبع مرثد ثمانية من رجال قريش ، فوصلوا إلى مكانه ، ولكن الله تعالى أعمى أبصارهم فلم يروه . والعجيب أن مرثد لم يعد إلى المدينة بعد ذلك، بل عاد مرة أخرى إلى الأسير الذي تركه بمكة ، ثم حمله حتى خرج به من مكة ، ثم فك وثاقه ، وانطلقا عائدين إلى المدينة .

الصحابة الكرام بشر من لحم ودم ، لهم مشاعر وعواطف مثل جميع البشر، فعندما رجع مرثد للمدينة ، شعر بالعاطفة تجاه عناق ، فذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له: يا رسول الله، أنكح عناق ؟ [[ يعني تسمح لي أن أتزوج عناق ]] ؟

وهذا يدل على شعور مرثد أن زواجه من عناق ليس أمرا طبيعياً ، ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يرد عليه ، واستقبل الأمر بهدوء . وكانت هذه القصة هي سبب نزول الآية التالية كما جاء في بعض الروايات :

{{ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }} .

فيجب على الشاب أو الفتاة حُسن الاختيار في الزواج ، وعلينا – نحن الأهل - أن نعالج ميولهم للزواج بكل مودة و لطف ، فلا حاجة للعصبية و الظلم ، ولا بد من النقاش و المحاورة حتى نُبيّن لهم طريق النجاح في حياتهم الزوجية ، و التي أساسها :

" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم