الموضوع: مَنسيَّة !
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-21, 08:39 PM   #1
وهج

الصورة الرمزية وهج

آخر زيارة »  01-31-24 (06:07 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي مَنسيَّة !



أكلما مدَّ نحو النور أجنحةً‬
‫يزيده القيدُ بعدًا عن أمانيهِ‬
‫كطائرٍ ورقي طرتُ من يدهِ‬
‫بالخيطِ يسقطهُ.. بالخيطِ يُعليه‬
‫هذي أنا.. لعبةٌ في الصبحِ تؤنسهُ‬
‫في الليلِ تحضنهُ.. في القبر تبكيهِ‬
‫روحي فداهُ اذا ما الموتُ واجههُ‬
‫ضممتهُ ضمةً بالجلدِ تحميهِ‬
‫وضمني كلحافٍ ما يصدُ بهِ‬
‫برد الشتاءِ وعند الصيف يطويهِ!‬
‫إن زارني لم أصدّق أنني معهُ‬
‫حسبتني في سماواتٍ أناجيهِ‬
‫وخلتني نجمةً.. والبدر ينظرُها‬
‫إن يقترب تنفجر مما تلاقيهِ‬
‫أخرجتُ كل حصادي.. بهجتي.. لُعبي‬
‫أعطيتهُ كل حاجاتي لأرضيهِ‬
‫براءتي، بسمتي، صدقي فأحسب من‬
‫أتى بصدقٍ فبعضُ الصدقِ يأتيهِ‬
‫لكنهُ ما أتى إلا لمدفأتي‬
‫إلا ليفصلَ دفئي عن معَانيهِ‬
‫ويتركُ الدار والجدرانُ باردة‬
‫والجوفُ خالٍ بلا وعدٍ يواسيهِ..‬
‫هل خط سطر فراغٍ كي ألونهُ؟‬
‫ويشرحُ الوهمُ لي ما كان يعنيهِ!‬
‫لا، لم أجد غير آمالي مغلفةً‬
‫بالبابِ مرميةً تبكي تناديهِ‬
‫يا للحماقةِ يا للجهل!‬
‫يا لسذاجتي التي تلثم الخذلان من فِيهِ!‬
‫كم مرةٍ تبتُ عن ذُلي له غضبًا!‬
‫كم مرةٍ عدتُ بالأشواقِ أبغيهِ؟‬
‫كأن رجلي ورجلي قد تآمرتا‬
‫عليَّ إذ عكس ما أنويهِ تنويهِ‬
‫وتوبتي حولَ ذاتِ الذنبِ دائرةٌ‬
‫وكلما أكملتْ شوطًا تُحييّهِ‬
‫ماذا فعلتُ بنفسي؟ من سينقذني؟‬
‫وكبريائي يغطي الجرح يخفيهِ‬
‫إن يسألوا: أدمٌ ذا؟ قال بل كرزٌ‬
‫أصاب ثوبًا قديمًا.. سوف أرميهِ‬
‫وحاك لي من صدى الألحانِ أغنيةً‬
‫جديدةً جهلت نجوى أغانيهِ‬
‫فإن أعَلِّ الغنا دمعي يذكرني‬
‫بأنني لم أزل سرًا أغنيهِ!‬
‫ماذا أقول لمن أشكو جريمتهُ؟‬
‫مالي دليلٌ ولا ملموسٌ أبديهِ‬
‫العدلُ في الأرضِ للأجسادِ منتقمٌ‬
‫ويتركُ القلبُ لا قانونَ يحميهِ!‬
‫مالي سوى بعضِ آهاتٍ لأعزفها‬
‫لحنًا لمن أنةُ الجرحى تُسليهِ‬
‫إن فاضَ حزني يخرجْ مثل أغنيةٍ‬
‫فيُطربُ الناس ما في الصدرِ أبكيهِ..‬
‫بعضُ الجمالِ كرومُ السكرِ تخضبهُ‬
‫وبعضهُ طعناتُ الخذلِ تُدميهِ!‬
‫ما كان يُبصَرُ لون الوردِ أحمرهُ‬
‫حتى تفجّرَ جرحٌ فيهِ يخفيهِ!‬
‫لا تهمسوا: "كيف ذاك القبح ضيّعها؟"‬
‫حتى تروا وجههُ.. حتى أناديهِ‬
‫إخرج عليهنَّ يا قلبي ملاك هوىً‬
‫فذلكنّ الذي لمتننّي فيهِ!‬”
،


ميسون السويدان