الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-21, 08:44 AM   #196
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 183 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير ج1 ))
______
قلنا من قبل إن اليهود في المدينة كانوا ثلاث قبائل : بني قينقاع [[ وقد أجلاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكرنا قصتهم ]]

وبني النضير و بني قريظة ، وجميعهم عقد معهم - صلى الله عليه وسلم – عهوداً . وقلنا أيضا : {{ يهود وعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً }} ، لم يصبر اليهود على العهود فكل قبيلة نقضت عهدها . وقلنا إنه منذ هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة واليهود لا يتوقفون لحظة واحدة عن إثارة المشاكل في المدينة حتى انتهى الأمر بطرد يهود بني قينقاع من المدينة في السنة الثانية من الهجرة .

وبعد طرد بني قينقاع خاف اليهود على أنفسهم ، فالتزموا الهدوء ، ولكن بعد غزوة أحد ثم مأساة الرجيع ، وفاجعة بئر معونة ؛عادوا إلى سابق عهدهم من حيث إثارة الشائعات المغرضة ونشر الفتن ، والتشكيك في الإسلام ، وفي نبوة النبي- صلى الله عليه وسلم - يقولون : ما أصيب بمثل هذا نبي قط !! كما عادوا مرة أخرى إلى الاتصال بالمنافقين في المدينة، والمشركين في مكة، والعمل معهم ضد المسلمين . فكانوا في المدينة مثل ما يطلق عليهم الآن [[ الطابور الخامس أو الجواسيس ]] .

وقد تحدثنا عن فاجعة بئر معونة ، والتي فقد فيها المسلمون سبعين من خيرة الصحابة ، وقلنا إن من أحداث هذه الفاجعة أن عامر بن طفيل أعتق عمرو بن أمية الذي لقي رجلين من بني عامر في طريق عودته إلى المدينة فقتلهما ثأرا للصحابة ، ولكن هذين الرجلين ، كان معهما عهد من النبي - صلى الله عليه وسلم – وعمرو بن أمية لا يعلم بذلك ، فأراد النبي – عليه الصلاة و السلام - أداء الدية لهذين القتيلين اللذين قُتلا بالخطأ .

وكانت دية القتل الخطأ تبلغ أكثر من ٤ كيلو وربع من الذهب أو 100 من الأبل لكل رجل ، وهذا مبلغ كبير ، فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى يهود {{ بني النضير}} حتى يتحملوا معه جزءا من أموال هذه الدية ، والسبب أنّ بينهم عهد وموثق حسب بنود {{ وثيقة المدينة }} التي وضعها - صلى الله عليه وسلم - بعد الهجرة ، والتي نظمت العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في المدينة .
[[ في القتل الخطأ يشترك الجميع بدفع دية المقتول لأنهم سكان مدينة واحدة ]]
ذهب إلى يهود بني النضير في نفر من أصحابه - قيل عشرة رجال - توجه إلى كبيرهم [[ حيي بن أخطب ]]

والذي ذكرنا خبره أول الهجرة ، هو والد صفية إحدى أمهات المؤمنين حيث تزوجها بعد غزوة خيبر، والتي تحدثت هي للنبي - صلى الله عليه وسلم - بخبر أبيها مع عمها عند وصول النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة ، بعد أن أصبحت أما للمؤمنين .

وأذكّركم ببعض ما قالت : وقتها : " سمعت عمي أبا ياسر ، يقول لوالدي حيي بن أخطب وكان أعلم منه بالتوارة : أهو هو الذي أخبرتنا به التوراة ؟؟ قال أبي : وربِّ موسى وعيسى هو هو . و أعرفه بصفاته أشد من معرفتي بابنتي هذه ، وأشار لصفية . قال : فماذا في نفسك منه ؟ قال : عداوته ما حييت . . . " .
ودخل النبي و أصحابه على حيي وهو في مجلسه ، فرحب بهم ، ثم قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : جئتك يا حيي للمشاركة في دفع دية . . .

و بيننا و بينكم عهد . . . ، فقال حيي : حباً وكرامة يا أبا القاسم ، نفعل ، ولكن اجلس ها هنا حتى نقدم لكم طعام الضيافة أنت و أصحابك ، ونقضي حاجتك .
فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - خارج البيت ، وجعل ظهره لجدار البيت وأصحابه حوله ، فذهب حيي إلى رجاله وقال : إنها فرصتكم ، فلن تجدوا الرجل بمثلها بعد الآن قط !! فليصعد أحدكم على ظهر البيت ، ويلقي حجرا ضخما على رأس محمد فيريحنا منه إلى الأبد . . . .

يتبع

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______