عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-21, 04:15 PM   #2
الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (04:05 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



شيء لا يصدَّق: لأنها رعت أولادها تنازع رسول الله دخول الجنة، لذلك أنا حينما أرى أماً تهتم بأولادها؛ بطعامهم، بصحتهم، بلباسهم، بترتيب غرفتهم، بمراعاة حاجتهم، بمراقبتهم، بالعناية بأخلاقهم, إلى أن يصبحوا شباباً من الدرجة الأولى، هذه أم في أعلى المقامات، لذلك الإسلام فيه صلاة, وحج, وصوم, وزكاة، وتكاليف كثيرة، لكن أعلى شيء في الإسلام ذروة سنام الإسلام، يعني أن أعلى نقطة في سنام الإسلام: الجهاد، يقول عليه الصلاة والسلام:

((انصرفي أيتها المرأة, وأعلمي من وراءك من النساء, أن حسن تبعل إحداكن لزوجها, وطلبها مرضاته, واتباعها موافقته, يعدل ذلك كله))

أي الجهاد في سبيل الله .
لا أعتقد أن امرأةً من بين ألف امرأةٍ تعي هذا الحديث، والنبي لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحيٌ يوحى، وها أنا أضرب مثلاً ولا أعرف:
لو أن امرأةٍ, ثابرت على قيام الليل، وصلَّت ما شاء لها أن تصلي، وقرأت القرآن، واستغفرت، وذكرت الله، وفي الساعة السادسة صباحاً تعبت، فألقت رأسها على الوسادة لتنام، وأولادها ينبغي أن يستيقظوا بعد قليل، وأن يأكلوا، وأن يرتدوا ثيابهم، فأهملتهم, وقالت لهم: قوموا وحدكم، كلوا واشربوا, واذهبوا إلى مدارسكم، فأنا بالمقياس الديني الحقيقي أنّ هذه امرأةٌ ما عبدت ربها؛ لأنها أهملت أولادها .
ولو استيقظت قبل شروق الشمس بنصف ساعة، وصلت الفجر، واهتمت بأولادها، فهيَّأت لهم الطعام، وراقبت ارتداءهم ثيابهم، وراقبت أعمالهم، وأرسلتهم إلى المدرسة، وبعدها ألقت رأسها على الوسادة, فإنها عند الله أفضل ألف مرة من هذه التي عبدت وأهملت .
المرأة تعبد الله حين ترعى أسرتها
كل إنسان يعبد الله فيما أقامه، شيء خطير أقوله: كل إنسان ينبغي أن يعبد الله فيما أقامه، أقام هذه المرأة زوجةً, فأعلى عبادةً لها, أن ترعى حق زوجها وأولادها، أقامك غنياً, أرقى عبادةً لك أن تنفق هذا المال في سبيل الحق، أقامك قوياً, أقوى عبادةٍ لك, أن تنصف المظلوم، أقامك أميراً, عليك أن تعدل، أقامك عالماً, عليك أن تُلقي العلم بسخاء من دون تردد، كل إنسان ينبغي أن يعبد الله فيما أقامه الله .
فلو فرضنا مدير ناحية, يقوم الليل, ويذكر, ويقرأ القرآن، وأهمل عمله، لكان أولى له أن يسهر, ليحل مشكلات الناس، وأن ينصف بينهم، ويتابع قضاياهم، فهناك سارق، وهناك إنسان منحرف، وتلك عصابة فساد، إذا تتبَّع مهام عمله وأدَّاها على خير ما يكون، فهو يعبد الله، فيجب أن تعبد الله فيما أقامك .
أنت تعبد الله حين تخدم والديك في عجزهما
يجب أن تعبده في الظرف الذي وضعك فيه؛ عندك ضيف، عبادة الله أن تُكرم هذا الضيف، تهيئ له منامه، طعامه، شرابه، الأب مريض؛ عبادة الله أن تمرِّض أباك، أن ترعاه، عندك ابن يحضّر للامتحان؛ عبادة الله أن تعتني بابنك أثناء الامتحان، عندك زوجة مريضة، يجب أن تعبد الله فيما أقامك, وفي الظرف الذي وضعك فيه، فأنت بذلك أديت المهمة على ما ينبغي- .
فقال لخولة: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمضت خولة إلى الرسول الكريم فدعته، فجاء بيت صديقه أبي بكر، فأنكحه عائشة, وهي يومئذٍ بنت ست سنين أو سبع, -طبعاً لم يقع زواج لكن جرى عقد- وكان صداقها خمسمئة درهم .
ولا يذكر التاريخ عنها إذ ذاك, إلا أنها خطبت لزبير بن مطعم، وأبوها أبو بكر بن قحافة، وأمها أم رومان بنت عمير بن عامر من بني الحارث بن غنم بن كنان .