الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-21, 08:42 AM   #198
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:03 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 185 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير ج3))
______
أرسل رأس المنافقين {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} رسولاً من طرفه فوراً إلى حيي بن أخطب زعيم بني النضير : يقول لك ابن سلول إياك أن ترحل ، اثبتوا وتمنَّعُوا ، ولا تخرجوا من دياركم ، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم ، فيموتون دونكم ، وإن لي حلفاء من غطفان ، وهذه قبيلة بني قريظة معكم أيضا ، كلنا نجتمع عندكم في الحصن ، ونقاتل معكم ، حتى نخلص من محمد ومن صحبه ومن دينه ، وإن أجلاكم جلينا معكم .

ثم ذهب وجلس بالمسجد [[ كأنه لم يفعل شيئا !! هكذا المنافقون والعملاء على نفس النهج ، في العلانية معنا وضد العدو ، وفي السرّ هم أخوة متحابون مع بعضهم البعض ضد المسلمين !!! ]] . فجاء الخبر إلى حيي وهو يستعد للجلاء ؛ فسُرّ بالخبر وقال : لن نرحل . وفي ذلك نزل قوله الله تعالى :
{{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }} .

هل سمعتم قول الله عزوجل يا خير أمة ؟؟{{ يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ }} ، فالمنافقون الخونة هم إخوة المغضوب عليهم – اليهود - في الفساد وفي العداوة لدين الله – عز وجل – ولرسوله و للمؤمنين .

و تكملة الآيات تقول : {{ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ }} .

لأنتم اشدُ رهبةً في صدورهم من الله ، نعم ؛ فالمؤمن الصادق يهز قلوب أعداء الله خوفا و رعبا .
بعث حيي بن أخطب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنَّا لا نخرج من ديارنا ، فاصنع ما بدا لك !! وكان - عليه الصلاة و السلام – جالسا مع أصحابه في المسجد ، فكبّر وقال :

الآن حاربت بني النضير [[ يعني أنا لا أريد أن أحاربهم ، هم طلبوا الحرب بأنفسهم !! ]] . ثم قال : قم يا بلال وأذن للجهاد . فهب الصحابة - رضوان الله عليهم - كالأسود استعداداً للقتال وهم يقولون : الله أكبر . وقام ابن سلول إلى داره كأنه يريد أن يستعد !!! وسبحان الله !!

زعيم المنافقين ابن سلول له ابن اسمه [[عبدالله بن عبدالله بن أبي سلول ]] - رضي الله عنه - كان من خيار الصحابة ، وشهد الغزوات مع النبي ، واستشهد يوم اليمامة ، وها هو الآن يلبس لباس الحرب ، استعدادا للقاء بني النضير .

خرج المسلمون إلى بني النضير ، وكان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - هو الذي يحمل اللواء ، وكانت المسافة من المدينة إلى بني النضير [[ حوالي ٣ كم ]] .

يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم