الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-21, 08:43 AM   #199
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 186 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير ج4))
______
لما رأت قبيلة بني النضير جيش المسلمين ، خافوا منهم ودخلوا إلى حصونهم وكان عددهم تقريبا {{ ١٥٠٠ }} ، وفي ذلك يقول تعالى :
{{ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ }} .

وتخلى عن بني النضير رأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول ، والذي كان قد وعدهم بأن يقاتل معهم في ألفين من المنافقين ، وتخلى عنهم أيضا حلفاؤهم من غطفان وإخوانهم من بني قريظة .

دخل بنو النضير في حصونهم، وحاصرهم المسلمون ، فأخذوا يرمون المسلمين بالسهام وبالحجارة ، ثم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ، أن يقطعوا نخيلهم [[ ليدخل الرعب في قلوبهم و يزيدهم خزيا وحسرة ]] قال المُسلِمونَ : قطَعْنا بعضَها وترَكْنا بعضَها ، فلَنسأَلَنَّ رسولَ اللهِ : هل لنا فيما قطَعْنا مِن أجرٍ؟ وهل علينا فيما ترَكْنا مِن وِزْرٍ؟ ثمّ نادى اليهود من فوق حصونهم وقالوا: يا محمد ، ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح ؟؟!! ، أفمن الصلاح قطع النخل ؟ فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ (( مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ)) . لِينَةٍ : [[ هي النخيل ، لأن التمر وهو ثمرة النخيل ، لين وسهل الأكل وسهل الهضم ]] .

واستمر الحصار ست ليال فقط ، فلما قذف الله تعالى في قلوبهم الرعب ، خرج حيي من على رأس الحصن وقال : يا محمد سننفذ مطلبك ونرحل كما طلبت . فقال – صلى الله عليه وسلم - : لا ، اليوم لا أقبله . فقال حيي : وماذا تريد يا أبا القاسم ؟ فقال له – عليه الصلاة و السلام - : أن تنزلوا على حكم الله ورسوله . [[ ما هو الحكم ؟ أن يُقتل المقاتل وتُسبى النساء والأطفال ]] ، فأخذوا يستغيثون ويستجيرون ، وأرسلوا بالصبية والنساء يبكون بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فرَّق قلبه عليهم [[ على الرغم من غدرهم و حقدهم ]]

فوضع لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - شروط الجلاء و الاستسلام .
أمرهم – عليه الصلاة و السلام- : اخرجوا من المدينة جميعكم ، ولا تحملوا معكم إلا ما تحمل إبلكم فقط، ولا تحملوا معكم السلاح . قال حيي : يا أبا القاسم ، إنا لنا أموالا وديونا عند الناس !؟

فقال له - صلى الله عليه وسلم - : تعجل وضع .[[ يعني خذ ما أمكن ، اعمل مفاوضة مع اللي إلك معه دين ، يعني ايش ما يعطيك خذ ، و اكسب الوقت للجلاء بسرعة ]] هكذا هو القائد المسلم ، جعل أنوف الأعداء في الأرض ، وجعلهم يستجدون الوقت للنجاة .

أخذ بنو النضير معهم ما عز من أموالهم ، كالذهب ، والفضة ، والديباج ،والحرير وطعام الطريق ، [[ لأن ليس لهم إلا ما حملته الإبل ، وكان عدد إبلهم ٦٠٠ ]] فأرادوا أن يستعيروا أبلا فمنعهم النبي من ذلك ، وتركوا سلاحهم غنيمة للمسلمين . ((هذه هي قوة الإسلام و عِزّة المسلمين )) .

وقد عزّ على بني النضير أن يتركوا بيوتهم عامرة، [[ معتقدين أن الصحابة سيأخذونها ويسكنونها ]] ، فأخذوا يهدمون بيوتهم لكي لا يستفيد منها المسلمون ، فلما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلون ذلك ؛ قال لأصحابه : ساعدوهم في هدم بيوتهم . [[يعني احنا مش طمعانين في بيوتكم ]] ، وفي ذلك نزل قوله تعالى سورة الحشر :

{{ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}} .

وفي أثناء خروجهم قال حيي بن أخطب لقومه - والخزي في وجهه - :
لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين ، حتى لا يشمت بنا المسلمون ، قالوا له : ماذا نصنع ؟ قال : أخرجوا الدفوف، ولتلبس النساء زينتهن من ذهب و حرير ، و ليغنّين ، ونحن الرجال نضرب الدفوف ، و الصغار يصفّقون ، ونغادر من ديارنا و نحن فرحين لا غاضبين ولا نادمين

[[ طبعاً هذا العمل لا ينفع بشيء ، يعني اليهود بحبوا المكابرة ، و بحبوا الإعلام الكذاب ، و اليوم مثل زمان : بشتروا قنوات خاصة إلهم ، وعندهم أقلام مأجورة !!! ]] .

فخرجت النسوة وهن يغنّين ، وكان الرجال يضربون الدفوف ؛ ولكنّ الغيظ يقطع قلوبهم ، ولا يملك رجل منهم أن يحمل سيفاً واحدا . وقد وقف محمد بن مسلمة ومعه ١٠٠ رجل يفتشونهم ، حتى لا تخرج معهم قطعة سلاح واحدة ، مع أنهم كانوا أكثر يهود المدينة سلاحا !! .

اتجه يهود بني النضير إلى الشام ، فهي أول الحشر لهم لآخر الزمن ، فيتجمعون في بيت المقدس للقضاء عليهم بإذن الله . قال تعالى : {{ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ }} .
فأول الحشر كان في ذلك اليوم ، فمنذ أن خرجوا من المدينة ما خرجوا قبلها أبداً ، وما جرى عليهم جلاء من أيام م


وسى وهارون - عليهما السلام - لذلك قال لهم الله تعالى في سورة الاسراء : {{ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا }} .

وها نحن نشهد تجمعهم من جميع أنحاء الأرض في بيت المقدس ، كما وعدهم الله تماما ، ليأتي اليوم الذي يطهّر به الله الأرض من رجسهم ، إن الله لا يخلف وعده أبداً .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم