03-02-21, 08:45 AM
|
#200 |
| | | | | | | | | الهوايه » القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر | | | | |
هذا الحبيب « 187 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بدر الآخرة ))
______
ذكرنا سابقا إن آخر مشهد في غزوة أحد كان عندما قال أبو سفيان - سيد قريش - قبل أن ينصرف هو ومن معه من ساحة أحد : إن موعدكم بدر العام القابل [[ يعني العام المقبل ، يأتي جيش المسلمين وجيش قريش ، إلى بدر ويكون هناك قتال ]] فقال الرسول الله - صلى الله عليه وسلم – : قولوا له نعم ، هو بيننا وبينك موعد ، إن شاء الله تعالى .
وجاء موعد اللقاء عند بدر ، أخذ المسلمون يتهيئون للخروج إلى بدر، وعلى الجانب الآخر في مكة كان أبو سفيان لا يريد مواجهة المسلمين ، ويخشى هذه المواجهة ، وفي نفس الوقت – إن فعل ذلك - تسقط هيبته عند المسلمين وفي الجزيرة كلها .
وكان في مكة رجل اسمه {{ نعيم بن مسعود }} من قبيلة غطفان ، فاتفق معه أبو سفيان أن يذهب إلى المدينة ، ويخوف المسلمين من قوة جيش قريش، ووعده بعشرين من الإبل إن نجح في مهمته . وصل نعيم بن مسعود إلى المدينة فوجد المسلمين يتهيئون للخروج ، فبدأ في أداء مهمته ؛ وأخذ يطوف بالمسلمين ، ويتحدث عن كثرة جموع قريش محاولا بث الخوف في قلوب المسلمين . وأخذ المنافقون يخوفون المسلمين أيضا من قول نعيم ، فيقول لهم المسلمون : {{ حسبنا الله ونعم الوكيل }} .
على الجانب الآخر خرج أبو سفيان بجيش قريش وهو يعتقد أن نعيم بن مسعود قد نجح في إخافة المسلمين ، وأن المسلمين لن يخرجوا ، فخرج بجيشه حتى يبدوا أمام المسلمين وأمام كل العرب أنه قد خرج للقاء المسلمين ، وأن المسلمين خافوا وجبنوا ولم يخرجوا ، وكان عدد جيش قريش {{ ٢٠٠٠ }} مقاتل .
سار جيش قريش لمدة يومين فقط حتى وصل إلى {{ مجِنَّة }} وهي سوق معروفة تبعد عن مكة حوالى ٨٠ كم ، حتى وصلت إلى أبي سفيان الأخبار أن المسلمين قد وصلوا بالفعل إلى بدر وعدد المسلمين {{ ١٥٠٠ }} مقاتل .
فخاف أبو سفيان من مواجهة المسلمين مرة أخرى ، فقال : يا معشر قريش ، لا يصلحكم إلا عام خصب ، وإن عامكم هذا عام جدب ، وإني راجع فارجعوا . فرجع جيش قريش ، و أصبح أبو سفيان مثار سخرية في الجزيرة كلها ، حتى أن أهل مكة أخذوا يقولون له و لجيشه ساخرين: {{ أنتم جيش السويق }}. بمعنى أنكم ذهبتم للأكل و تناول الطعام فقط !!
[[ والسويق هو طعام اعتاد العرب أكله في السفر، وهو مدقوق القمح والشعير، سمي سويقا لانسياقه في الحلق ]] .
أقام المسلمون في بدر ثمانية أيام ، وقد أطلق على هذه الغزوة {{ غزوة بدر الآخرة }} وكانت هامة جدا بالنسبة للمسلمين ، فمن نتائجها أنها أعادت للمسلمين كثيرا من الهيبة خاصة بعد أحداث أحد وبئر الرجيع وبئر معونة ، كما أعادت لجيش المسلمين ثقته بنفسه ، بينما أحبطت المشركين، وأصبحوا مثار سخرية داخل مكة و خارجها ، وكانت هذه الغزوة في السنة الرابعة للهجرة .
وضمن أحداث هذه السنة تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أم المؤمنين {{ أم سلمة }} - رضي الله عنها – وقد ذكرنا سابقا أنّ أبا سلمة و زوجته هما من أول المهاجرين إلى الحبشة ، وذكرنا أيضا أنه هاجر وحيدا إلى المدينة المنورة بعد أن منعه أهل أم سلمة أن يأخذ معه زوجته و ابنها ، ثم أشفق قومها عليها وعلى ولدها و زوجها فسمحوا لها بالهجرة . . .
توفي أبو سلمة متأثرا بجراح أصيب بها في أحد ، وكان أبو سلمة - رضي الله عنه - أخو النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرضاعة ، فلما مات قال النبي لأم سلمة : قولي إنا لله وإنا اليه راجعون ، اللهم اغفر له ، اللهم أجرني في مصيبتي وأبدلني خيرا منها . فاستجاب الله دعاءها ، وبعد انقضاء عدتها تزوجها – صلى الله عليه وسلم – .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
|
| |