(( الليل والهموم ))


نعم، كم أنت منطقي ورائع في تصورك هنا النهار الانسان يكون منشغلا بحياته العامة
عمل أو دراسة الى آخر تلك الأمور
ولكن
في الليل يخلد لنفسه وبنفسه لتظل كل اعماله اليومية حاضرة معه كل خطواته محسوبة فالنفس تستجمع قواها لتلوم الشخص في ليله على أفعاله أو بالعكس تثني عليه


ولكنك هنا حائرا بحالك حزينا على فقدانك لها واخترت من ليكون الرفيق لك

بالطبع هو الليل كاتم الأسرار وحامل الهموم
ما أروع هذه الوقفة

بالفعل ننظر لليل نتخيله رفيق لنا يواسينا ويذرف الدمع رثاء لحالتنا المحزنة وكأنه الصديق الصدوق الحساس في ذلك الوقت
فهي استعارة تصريحية رائعة


وعادة ما يلجأ الشعراء لليل وطوله في تصوير حالاتهم العاطفية بكل ألوانها وصورها وكأن ساعات الليل ثقيلة والذي اثقلها وجعلها بطيئة الهموم التي جالت في النفس وفقت ...


(( النوح والبكاء والنحيب ))
هنا لجأت لتصوير رائع ايضا فالنواح والنحيب يكون لعظم الكربة والمصيبة وعدم القدرة على الصبر عليها فمصيبتك لا تستطيع معها الصمت فالبكاء والنوح كانا خير ترجمان لحالتك الانية وبذلك اوقعت الاحساس في نفوسنا بمدى عشقك وعمقه
لدرجة


(( إن الليل لم يحتمل ))


فالليل الصديق الصدوق حاول مواساتك ولكنه لما سمع عن مدى عشقك لما احس بمدى نارك انهار لم يستطع التحمل هو أيضا من عظم حكايتك الحزينة معها فعادة الصديق متماسكا متحملا يرفع من عزيمة صاحبه ويقويها ولكن لعظم حكايتك انهار حتى الصديق وبكى معك


تصوير رائع واستعارة جميلة جدا


فكون حتى الصديق لم يصبر ولم يتحمل أكبر دليل على صدق حكايتك واحساسك ,,,


وليس الليل هو فقط بكى حالتك لا حالتك وصلت كل ما يحمله ذلك الليل من صور


فقد انعكس الحزن حتى على نجوم الليل فكلها بكت من شدة حالتك وقسوة حزنك


وهي بطبيعة الحال صور انعكاسية لحالتك الذاتية ومنظارك الداكن هو الذي نظر للأمور كذلك


فعندما نكون فرحيين نرى كل ما حولنا فرح متراقص لامع
كن جميلا ترى الوجود جميلا


اقصد هنا جمال النفس بفرحتها
ولكنك هنا حزين وحزنك شديد وبالتالي كيف لك ان ترى الوجود الا حزينا متألما مثلك


رائعة خيالاتك ومبدع


(( عله النفس وسقمها ودائها بدوائها ))


فأنت اشرت في بدايه هذا البيت لتصوير بلاغي في غاية الروعة


(( سكن خفوقي ))
فشبهت قلبك هنا كالبيت الذي ينسكن ويشغل ولكنه لا يفي الا لساكن واحد


هي بالطبع


بكل قوة حبهاااااا وتسلطه وتجبره واحتلاله لقلبك هنا ايضا استعارة رائعة اهنئك عليها حقيقة
لكن هذا الغرام بلحظة تحول من شفاء للروح الى عذابها وسقمها ومرضها فكل حالك مريض وكلك عله عظيمة



هنا أيضا اشارة عظيمة


الى ماذا
؟؟؟


ان جروح الجسد تشفى لكن جروح النفس هي اللي من الصعب انها تشفى

لأن العشق والهوى هما الداء والدواء
رائعة هي لعبه الازدواجية فتخيل ان داءك هو نفسه دوائك

اذا منع الدواء (( الحب )) كان عذابك
وبالعكس

اذا اُعطي الدواء ايضا هو ذاته (( الحب )) كان شفاؤك وسعادتك
روعة


(( بيت التناقضات ))
اشرت الى وجود حب وشوق و لهفة من قبلك وهي بدرجة لا تكاد تجمح


ايضا روعة هنا فشبهتها
كالفرس المتمردة
التي لا تروض ولا تجمح رائعة دليل ان حبك لا يستطيع التوقف او ان أحد يوقفة ولو بالقوة دليل على عمق حبك
فهنا تصوير رائع وبليغ وهذا حالك بالطبع


ولكن الشطر الثاني
هو حالها هي
صد وهجر وفرقى
هذا من طرفها هي رائعة التناقضات بين شطري البيت لتدل عن وجود
طباق ايجابي برز روعة التناقضات ذاتها
وكلمة


(( تحوينا ))

انت استخدمت الفعل المضارع والضمير الجمع نا
فصغته بصورة جمع لحالكما فأنت تريد ان تضعها معك دوما في نفس الخندق فأنت تأخذ الشطر الاول من البيت وهي الثاني


وايضا اشرت لوجود الليل وملازماته من نجوم وغيرها فهي امور الحزن كله احتواها البيت ومثلها خير تمثيل


(( حالة استنكارك ))


بقولك
انني فقط أريد أن اعرف


ما الذي حصل مني ؟؟
ماذا فعلت؟؟


لتخبرنا انك لا تذكر انك زعلتها لما فعلته هي
تريد منها ولو مبرر واحد ربما تجد حلا لأصلاح ما افسده الدهر ربما تجد طريق أو وسيلة للرجوع وازالة الهموم
فأنت ترجوها


(( عسى ))
فعل من افعال الرجاء دلنا عليه بوضوح

وأخيرا تلجأ ان ذلك كله مربوط بجوابها هي وتصريحهاااا لتمني نفسك بأمل الرجوع والعودة


والذي يمثل
(( الدواء من حالتك الحزينة والسقيمة ))
فهو مرض عشق وهوى


صح لسان وتسلم
فعلا قصيدة جميلة جدا
والحلو فيها بعد انها قريبة من الكل ومتناولة في يد الجميع
ننتظر القادم
مع تحيات
بنت قطر