الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-21, 07:34 AM   #203
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 190 »
السيرة النبوية العطرة (( زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة زينب بنت جحش ))
______
قلنا في جزء سابق إن [[ زيد بن حارثة ]] خرج وهو ابن ثمانية أعوام مع أمه في زيارة لقبيلتها ، وأغارت عليهم قبيلة أخرى ، واختُطف زيد في هذا الهجوم ، وأصبح عبداً بعد أن كان حراً ،وعُرض للبيع في أحد الأسواق ، فاشتراه { حكيم بن حزام بن خويلد } وأهداه إلى عمته { خديجة بنت خويلد } والتي أهدته بدورها إلى زوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه النبي من أول يوم .
ثم جاء أبو زيد يريد ابنه فاختار زيد البقاء مع النبي – عليه الصلاة والسلام – فأخذه النبي ونادى عند الكعبة :

من اليوم زيد ابني يرثني وأرثه ، فطابت نفس والد زيد بعد أن اطمأن على ولده ، وقد أصبح اسمه (( زيد بن محمد ، زيد مولى محمد : المولى هو لقب للعبد بعد أن يُحرّر )). [[ والتبني في ذلك الوقت كان معروفا ، ويعتبر الابن المُتبنّى كالابن تماماً ، يرث الأب ، ولا يتزوج الأب زوجة ابنه ]] .

أمّا [[ زينب بنت جحش ]] – رضي الله عنها وأرضاها - تكون ابنة عمة النبي - صلى الله عليه وسلم – و أمها هي أميمة بنت عبد المطلب .

و حين بلغ زيد بن حارثة سن الزواج ، أراد النبي أن يزوّج ابنة عمته السيدة زينب بنت جحش لزيد مولاه ، وكان عُمر زينب في ذلك الوقت { 36عاما } وهي من بنات أشراف قريش ، وكان يريد - صلى الله عليه وسلم - بهذا الزواج أن يحطم الفوارق الطبقية الموروثة في المجتمع المسلم ، لأن العرب كانوا ينظرون إلى {{ الموالي }} باستعلاء ويرون أنهم في طبقة اجتماعية أقل منهم .

وعندما عرض - صلى الله عليه وسلم - على السيدة زينب الزواج من زيد ترددت كثيرا إلى أن وافقت طاعة لرغبته عليه الصلاة و السلام . ولكن لم يكن ذلك الزواج على قدر من النجاح ، وقلّت فيه المودة والسكينة ، وتعب زيد كثيراً من جفاء زوجته ، وصدها وترفعها عليه حتى نفذ صبره ، فذهب مرارا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليأخذ رأيه في طلاقها ؛ فيقول له – صلى الله عليه وسلم – في كلّ مرة :

[[ أمسك عليك زوجك : أي ارجع و عش مع زوجتك لعلّ حياتكما تستقيم ]] ، ولكنّ الوقت لم يغيّر في حياتهما شيئا ، حتى جاء اليوم الذي طلق فيه زيد بن حارثة زوجته زينب بنت جحش . و بعدها تزوّج زيد أم كلثوم بنت عقبة بن معيط ، فأنجبت له زيدا ومات وهو صغير .

وبعد أن انقضت عدة زينب بنت جحش تزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم - ، وكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتَقُولُ : "
زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ ".وكانت - رضي الله عنها - صوامة قوامة ، تتصدق باستمرار على فقراء المسلمين .

وماتت السيدة زينب في سنة 20 هـ ؛ فكانت أول أزواج النبي لحاقا به ، ودُفنت في البقيع .
وكان هذا الزواج واجباً ، لأن إلغاء التبني ليس أمرا سهلا أبدا ، ولا يزول إلا بحادث كبير، فكان زواج نبينا من زينب بنت جحش إبطالا واقعيا عمليا لعادة التبني .

قال تعالى : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) .

ولا يزال أعداء الإسلام يحرفون الكلم عن مواضعه ، و يدّعون أنهم علماء في التفسير و السيرة ، و يحاولون إيذاء النبي ، وتشويه صورته في تحليلاتهم لزواجه من زينب ،وأنّه أحبّها، فزوجه الله منها !!!

إيّاكم أن تصدّقوا ما يكتبونه ، فهم يفسّرون الآيات السابقة بما يُناسب أهواءهم ، فاحذروهم ، و احذروا ما يكتبون . {{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }} .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم