الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-21, 07:40 AM   #205
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 192 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة الأحزاب ، المقدمة ))
______
قلنا من قبل إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قام بطرد يهود بني النضير من المدينة بعد محاولتهم قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أشار إليهم كبيرهم {{ حيي بن أخطب }} أن يلقوا عليه حجرة كبيرة من على سطح داره ، اتجه يهود بني النضير بعد طردهم إلى الشام ، وذهب البعض الآخر ومنهم حيي بن أخطب و بعض زعماء النضير إلى {{ خيبر }} وهي مدينة يهودية تبعد عن المدينة {{ ١٨٠ كم }} ، وأصبحت خيبر بعد انتقال بني النضير إليها هي أكبر تجمع لليهود في الجزيرة .

ظل اليهود في خيبر يراقبون الصراع بين المسلمين في المدينة من جهة، وقريش وغيرهم من المشركين من جهة أخرى، وكانت قلوبهم تمتلئ غيظاً وحقداً على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضوان الله عليهم بسبب تزايد عددهم وقوتهم ، خاصة بعد دخول بني المصطلق جميعاً في الإسلام وسيطرة المسلمين على طرق التجارة بشكل كبير . فقرر هؤلاء الخبيثون - يهود خيبر - أن يجمعوا كل القبائل العربية في جيش ضخم يتوجه إلى المدينة ، ويوجه ضربة للمسلمين تكون ضربة قاضية وقاتلة لا حياة بعدها‏.

فخرج وفد منهم إلى قريش برئاسة حيي بن أخطب ، وتحدثوا مع أبي سفيان و بعض قادة قريش ، وأخذوا يحرضونهم على غزو المدينة ، ويذكرونهم بقتلى بدر ، و امتداد قوة المسلمين ،وأنهم ربما يغزون مكة في كل لحظة !! فقالوا له : ماذا ترى ؟ قال : أرى أن نكون نحن وأنتم يداً واحدة على محمد ، فنحزب الأحزاب ، ونباغته في مدينته ونقتله ، و نقتل أصحابه و نقضي على دينه .

فقال له أبو سفيان : يا حيي ، أنتم أهل كتاب سماوي كما يزعم محمد ،
أناشدك الله الذي تعبد ، والكتاب المقدس الذي تقرأ ،أديننا خيرٌ أم دينُ محمد ؟؟ فأقسم حيي بالله و بالكتاب المقدس أن دينكم خير من الدين الذي جاء به محمد ، فنزل قوله تعالى يفضحه : {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً *أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا }} . اطمأنت قريش لكلام حيي بن أخطب ، فوافقوه على غزو المدينة ، و إنقاذ سمعة وهيبة و تجارة قريش و القبائل حولها .

ثم توجه حيي بن أخطب ومن معه أيضا إلى قبائل {{ غطفان }} وهي من أكبر القبائل العربية، ودعوهم إلى حرب النبي - صلى الله عليه وسلم - مقابل أن يعطوهم {{ نصف ثمار خيبر لمدة عامين }} ،

فاستجاب لهم عدد كبير من قبائل غطفان ، وكان قائد غطفان {{ عيينة بن حصن الفزاري }} قد عقد صلحا مع المسلمين بعد غزوة بني المصطلق حفاظا على قومه ، فأعطاه النبي أرضاً ، وقد روي أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال في حقّه :

(( إنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ ))
[[ كم من ناس بينا هالأيام يقول عنه الناس : الله يكفينا شره . يتجنبه الناس من شره . دير بالك هذا واصل بيضيعك ، هؤلاء شر الناس .كم من موظف شركة يتقي الناس شره لأنه يضرب أسفين لزملائه بالعمل ، هؤلاء شر الناس . كم من العائلات فيها امرأة تفتعل المشاكل في العيلة الواحدة ، ما تسكت لا على كبيرة ولا على صغيرة ، والكل ببعد عنها اتقاء شرها ، هؤلاء جميعا هم شر الناس يوم القيامة ]] .

فانضم معهم عيينة بن حصن مع أنه كان قد عقد صلحا مع المسلمين !! وطاف أيضا حيي بن أخطب ومن معه على كل قبائل العرب الكبيرة ، فاستجاب لهم البعض ، ولم يستجب البعض الآخر . إذن قام يهود خيبر بمهمة تحريض وتجميع القبائل لغزو المسلمين في المدينة ،

(( وهذا هو الدور الذي يقوم به إخوة القردة والخنازير في عصرنا الحالي لتدمير المسلمين في كل مكان )) .

وهكذا خرجت قريش وحلفاؤها من غطفان و باقي القبائل في جيش كبير لغزو المسلمين في المدينة والقضاء على الإسلام نهائيا ، [[ وقد وصل عددهم إلى عشرة آلاف مقاتل ]] ، وكانوا بقيادة أبي سفيان بن حرب ، وهذا العدد الضخم هو أكبر جيش شهدته الجزيرة منذ جيش أبرهة في عام الفيل . بينما عدد المسلمين الذين ثبتوا مع النبي من غير المنافقين و المدسوسين قد يصل إلى ألفي مقاتل فقط .
وصل خبر الأحزاب المرعب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجمع أصحابه وأطلعهم على الأمر ، فقال : أشيروا علي ؟ فقالوا : الأمر اليوم لله ورسوله . قال : أرى أن نتحصن في المدينة . فامتثل الصحابة لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - .

لماذا كان التحصن في المدينة ؟ [[ بسبب طبيعتها الجغرافية ، فهي تقع بين حرّتين من الصخور السوداء نتيجة الحمم البركانية القديمة في الجهة الشرقية و الغربية ، أمّا الجهة الجنوبية ففيها مساكن بني قريظة ، وهناك عهد بينهم و بين المسلمين في الدفاع عن المدينة إذا تعرّضت للخطر، ولا يسمحون لأحد بمهاجمتهم من تلك المنطقة ، ويبقى منفذ واحد إلى المدينة وهو الجهة الشمالية ]] .

فما هي خطة الدفاع عن شمال المدينة ؟
يتبع . . .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
_______