الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-21, 07:42 AM   #206
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:36 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 193 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة الأحزاب ، حفر الخندق ))
______
كان قرار النبي – صلى الله عليه وسلم – هو ( التحصّن في المدينة ) ، وهنا تحدث الصحابي {{ سلمان الفارسي }} رضي الله عنه وأرضاه، وهو من فارس ؛ أي ما يسمى اليوم [[ إيران ]] ،

وله قصة طويلة في البحث عن الإسلام، حتى انتهى إلى المدينة قبل هجرة، ثم أسلم بعد الهجرة مباشرة ، ولكنه كان عبدا عند رجل من اليهود، و أعتق قبل غزوة الأحزاب ، وكان معروفا بحكمته و ذكائه . قال سلمان : " يا رسول الله ، كنا بأرض فارس إذا تخوفنا الخيل خندقنا علينا "، [[ أي من مكايد الفرس بالحرب إذا خافوا عدوا حفروا خندقا ]] .

فكان اقتراح سلمان الفارسي هو حفر خندق من جهة شمال المدينة ، وهي مسافة تبلغ حوالي ٦ كم ، فسُر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الفكرة واستحسنها هو والصحابة ، وقرروا تنفيذ هذه الفكرة على الفور ، وكان ذلك في شهر شوال من السنة الخامسة للهجرة النبوية .

أخذ النبي - عليه الصلاة و السلام - برأي سلمان الفارسي - رضي الله عنه - وأمر بالبدء في حفر الخندق فورا – وبناء الخندق من الأخذ بالأسباب – [[ وكان طوله حوالي 6 كم ، و عرضه حوالي 8 متر و عمقه حوالي 4 متر]] وهكذا يصعب على الأعداء العبور، وسيتعرضون للخطر في حال حاولوا ذلك ، و مما يدل على عظم و اتساع الخندق أن خيل المشركين لم تستطع اقتحامه، وقد أخذ المشركون يدورون حوله، يتحسسون نقطة ضعيفة لينحدروا منها، لكنهم لم يجدوا .

و وزع النبي - صلى الله عليه وسلم - العمل على أصحابه ، فجعل من الصحابة مجموعات ، كل مجموعة لها مسافة معينة لحفرها ، وكان العمل صعباً جداً وشاقاً ؛ فالمشروع ضخم جداً ، ووقت اتمام المشروع ضيق ،

فكان الصحابة يعملون أكثر من ثلثي اليوم ، ثم يعودون لبيوتهم في الليل ، ولا يُسمح لأحد بالانصراف إلا بإذن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كذلك فإن أدوات الحفر لم تكن تكفي كل هذا العدد، وكانوا يستخدمون أحيانا أدوات يصعب الحفر بها . وكان الصحابة يحفرون وينقلون التراب على ظهورهم، وكان البرد قارصاً، وكانت المدينة تعاني من نقص شديد في المواد الغذائية، فأصابهم الجوع .

وكان يسيطر عليهم أيضا الخوف من قدوم العدو الذي يتوقعونه في كل لحظة قبل إنجاز العمل، ومع كل هذه الصعوبات استطاع المسلمون إنجاز العمل في نحو ستة أيام !!! وقد شاركهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحفر وحمل التراب ونقله، ترغيباً لهم في الأجر وتنشيطاً لهم .
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :

(( رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره )) . ويقول أبو بكر - رضي الله عنه – بعد أن رأى نبينا وقد اتكأ إلى صخرة عندما أعياه التعب : " يا عمر دونك ، نقف عند رأس رسول الله نصد الناس عنه لعله يأخذ قسطاً من الراحة ، فلما أفاق قال : ما هذا ؟؟ فقال أبو بكر : أغفيت يا رسول الله قليلاً .قال : هلاَّ أفزعتموني؟ [[ يعني ليش ما صحيتوني ]] ، إنما أنا واحد منكم " .

هكذا يملك القائد قلوب رعيّته ، صلى الله عليك و سلّم يا سيدي يا رسول الله .

يتبع . . .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم