الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-21, 08:18 AM   #207
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 194 »
السيرة النبوية العطرة (( أحداث وقعت عند حفر الخندق ج1))
______
من الأحداث التي وقعت عند حفر الخندق ،البشارات التي أخبر عنها – صلى الله عليه وسلم – عند مشاركته للصحابة في حفر الخندق ، فقد جاء في كتب السيرة أنّه أثناء حفر الخندق شكا الصحابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – صخرة لم يستطيعوا كسرها، فجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم – وأخذ الفأس وقال:

( بسم الله ، فضرب ضربة كسر منها ثلث الحجر، وقال: الله أكبر، أُعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله ، وضرب ثانيةً فكسر ثلث الحجر، فقال: الله أكبر، أًعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله، وضرب ضربة كسرت بقية الحجر، فقال: الله أكبر، أُعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا ) .

وقد تحققت هذه البشارات التي أخبرتنا عن اتساع الفتوحات الإسلامية على يد المسلمين في عصور الخلافة، رغم أن هذه البشارات قالها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وقت كان المسلمون فيه محاصرين في المدينة، يواجهون المشاق والخوف والجوع والبرد الشديد.. وذلك من معجزاته ودلائل نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

وبإذن الله ستتحقق نبوءته – عليه الصلاة و السلام – و نُقاتل اليهود وننتصر عليهم ، ونُحرّر المسجد الأقصى ؛ فاستعدوا لهذا اليوم .

وكان – صلى الله عليه وسلم - أَعْظَمَ الْبَشَرِ بَرَكَةً، فَكَانَتِ الْبَرَكَةُ فِيهِ وَمَعَه وَعِنْدَه ، ومن ذلك أنّ الناس عانوا من الجوع أثناء حفر الخندق ، فالفصل شتاء ، والنخل لم يثمر بعد ، وإذا به – صلى الله عليه وسلم - قد ربط على بطنه حجرا من شدة الجوع ؛

[[ لأن الإنسان إذا جاع لا يستطيع أن يسند ظهره تماماً من شدة الجوع، عشان هيك كانت العجوز تقول لابنها : كل لقمة عشان تسند ظهرك ، لأن البطن فاضي فالعمود الفقري ينحني ]] . فلماذا يربط الحجر على بطنه – عليه الصلاة و السلام – ما دام الله معه ويكفيه ؟؟ لإنه أسوة للفقراء والمساكين ولجميع المسلمين ، وهو بشر يشعر بشعورهم - صلى الله عليه وسلم - .

ويروي جابر بن عبد الله – ابن الصحابي عبد الله بن جبير – قائد الرماة الذي استشهد على جبل أحد ، يقول جابر –

كما جاء في صحيح مسلم - : لَمَّا حُفِرَ الخَنْدَقُ رَأَيْتُ برَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - خَمَصًا [ جوعا ] ، فَانْكَفَأْتُ إلى امْرَأَتِي، فَقُلتُ لَهَا: هلْ عِنْدَكِ شيءٌ؟ فإنِّي رَأَيْتُ برَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - خَمَصًا شَدِيدًا، [ يعني كيف يجوع رسول الله وهو بيننا ؟؟ ] فأخْرَجَتْ لي جِرَابًا فيه صَاعٌ مِن شَعِيرٍ [ يعني يا دوب 2 كيلو ]، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ [ بُهَيمة : صغيرة في العمر ولحمها قليل ] ، قالَ:

فَذَبَحْتُهَا وَطَحَنَتْ [ أي طحنت الشعير ] ، فَفَرَغَتْ إلى فَرَاغِي، فَقَطَّعْتُهَا في بُرْمَتِهَا [ ما نسميه اليوم طنجرة يضعوها على الحجارة ويوقدون تحتها الحطب ]، ثُمَّ وَلَّيْتُ إلى رَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - فَقالَتْ: لا تَفْضَحْنِي برَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - وَمَن معهُ، [ يعني لا تعزم إلا رسول الله واثنين أو ثلاثة معه بالكثير ، لا تحرجنا الأكل ما بيكفي ، ماعز صغيرة ما عليها لحم كثير ] .

قالَ : فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ [ يعني بيني و بينه ]، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّا قدْ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنَتْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ كانَ عِنْدَنَا، فَتَعَالَ أَنْتَ في نَفَرٍ معكَ، فَصَاحَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- وَقالَ: يا أَهْلَ الخَنْدَقِ، إنَّ جَابِرًا قدْ صَنَعَ لَكُمْ سُورًا [ طعاما كثيرا ] فَحَيَّ هَلًا بكُمْ، وَقالَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ -: لا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَتَكُمْ حتَّى أَجِيءَ .

[ قال جابر: فدارت بي الأرض حيرةً ، وخجلاً ، فلا أستطيع أن أرد قول نبيّنا ، ولا أدري ما أقول للناس ؟ !! ] ، فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - يَقْدمُ النَّاسَ حتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي، فَقالَتْ: بكَ وَبِكَ [ يعني غير مرتاحة ، ماذا سيكفي هؤلاء ؟]، فَقُلتُ: قدْ فَعَلْتُ الذي قُلْتِ لِي.


فأخْرَجْتُ له عَجِينَتَنَا فنفث فِيهَا وَبَارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إلى بُرْمَتِنَا فنفث فِيهَا وَبَارَكَ، ثُمَّ قالَ: ادْعِ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ معكِ، وَاقْدَحِي مِن بُرْمَتِكُمْ [ اغرفي منها ] وَلَا تُنْزِلُوهَا [ يعني خلوها على الحطب ] ، وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ باللَّهِ لأَكَلُوا حتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا، وإنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كما هي، وإنَّ عَجِينَتَنَا لَتُخْبَزُ كما هي " ( يعني الطعام كفّى الجميع و كأنه بقي كما هو ) .

ويروي جابر كما جاء في كتب السيرة أنّ رسول الله – صلى الله عليه و سلم – كان يساعدنا ، فيقطع من العجين ويسكب من المرق ويفت من اللحم حتى قال : هل بقي من أحد ؟؟ قلت : لا يا رسول الله ، انصرَفوا جميعاً . فجلس - صلى الله عليه وسلم - وأكل هو آخرهم . ثم التفت لزوجة جابر وقال لها : كُلي وأطعمي الناس .


اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إنِّا نَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إنِّا نسْأَلُكَ الْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلا مَفْتُونِينَ .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم