الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-21, 08:19 AM   #208
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 195 »
السيرة النبوية العطرة (( أحداث وقعت عند حفر الخندق ج2))
______
عمل – صلى الله عليه وسلم – على تحفيز المسلمين و تنشيطهم لإنجاز حفر الخندق في أسرع وقت ممكن ، وروِي أنه خَرَجَ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - إلى الخَنْدَقِ، فَإِذَا المُهَاجِرُونَ وَالأنْصَارُ يَحْفِرُونَ في غَدَاةٍ بَارِدَةٍ ، فَلَمَّا رَأَى ما بهِمْ مِنَ النَّصَبِ وَالجُوعِ، قالَ: اللَّهُمَّ إنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرَهْ، فَقالوا مُجِيبِينَ له: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا علَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أَبَدَا.

فكان المؤمنون يعملون بجد ، وإذا اضطر أحدهم للذهاب استأذن من النبي – صلى الله عليه وسلم – [[ لأنهم على أمر جامع معه سواء أكان حربا أم عملا آخر ، وهذا هو الأدب الإسلامي ]] ، وبعد أن يقضي المؤمن أمره رجع إلى مكان عمله ، فإن وجد أحداً من الصحابة قد أخذ مكانه ؛ فإنه يعمل في مكان آخر، والنبي - صلى الله عليه وسلم – قائدهم في العمل ، ويشاركهم بكل ما أوتي من قوّة .

ولكن ليس كل الناس سواء !! فقد كان بين صفوفهم {{ منافقون }}، فكيف كانت صورتهم أثناء حفر الخندق ؟؟ كان في قلوبهم مرض ، فكانوا يتسللون هرباً من العمل ، ويتعلّلون بالأعذار الكاذبة محاولين بث الكسل و الإحباط في قلوب المسلمين بطريقتهم الخبيثة ، لكنّ القرآن دائما ما يكشف خبايا قلوبهم ، سواء أكان ذلك في الحرب أو غيرها ، قال تعالى :

(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) .

لواذا : [[ أي: يستترون فيلتجئون بغيرهم فيمضون واحدا بعد واحد، فهم دائما يتسلّلون من العمل ، ويأتون بحجج واهية لإثارة الفتنة و تكسير مجاذيف عمل المسلمين بكل الطرق ]] ، وفي عصرنا يقوم البعض منا بهذا الأسلوب في وظائفهم !! فيتهربون من وظائفهم خلال الدوام، ويأتون بأعذار كاذبة ، فيقعون في الحرام في رزقهم فاحذروا أن تتبعوا هذا الأسلوب !!

وعندما انتهى المسلمون من حفر الخندق ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : هل بقي من شيء ؟ قالوا : ثلمة هناك [[ اي مضيق فيه صخر ]] قال : ارفعوا الحجارة عندها واجعلوها ترساً ، واحرصوا على تلك الثغرة

[[ اي انتبهوا وشددوا الحراسة ]] فإني أرى عدوكم الليلة !! [[ أي الليلة متوقع وصولهم ]] وقام - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة يصلي في خيمته ويدعو الله ، ويتابع الحراسة فهو النبي القائد .


وصلت الأحزاب في تلك الليلة ، فلما رأوا الخندق ذُهلوا وقالوا : ما هذه المكيدة ؟؟ !! لم تكن العرب تعرفها !! فطافوا بالخندق ، يا للهول !! لا يمكن اقتحامه ؟؟ !!! أخذوا يفكرون ويتشاورون ؛ كيف السبيل إلى دخول المدينة ؟؟ وما دامت الجهات الثلاثة محصّنة ؛

فكيف يمكن اختراق الخندق ؟؟

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم