الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-21, 08:46 AM   #210
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 197 »
السيرة النبوية العطرة (( بنو قريظة ينقضون العهد ))
______
لم يستطع جيش الأحزاب اقتحام الخندق ، وقد حاصر الأحزاب المدينة المنورة قرابة العشرين يوما ، وهذه المدة كانت صعبة جدا على الأحزاب ، فقد جاؤوا إلى المدينة وهم غير مستعدين لفرض الحصار لمدة طويلة ، وبالتالي فليس لديهم مؤن تكفي جيشهم كل تلك المدة - ظنوا أنها جولة يوم أو يومين وينتهي الأمر – وكان الطقس بارداً جداً ، ولا يوجد ربيع ترعاه الإبل ولا الخيل، فلما رأى الأحزاب الخندق خاب ظنهم، واحتاروا في أمرهم فلا مجال لاقتحام الخندق .

لكنّ الداهية {{ حيي بن أخطب }} سيد يهود بني النضير اجتمع مع زعماء الأحزاب ، وطمأنهم قائلا : سأجعل الخندق مقبرة للمسلمين بعد أن كان حصناً لهم !! فبماذا فكّر ؟؟ . . . بالضبط ؛ ذهب إلى إخوته المغضوب عليهم - يهود بني قريظة – ليقنعهم بنقض عهدهم مع المسلمين ، وأن يفتحوا أبواب حصونهم للأحزاب ، واليهود دائما هدفهم هو القضاء على الإسلام و المسلمين ، ونجح حيي في ذلك ، و نقضت بنو قريظة عهدها مع المسلمين . فما الذي حدث ؟


خرج عدو الله حيي بن أخطب النضري ، حتى أتى [[ كعب بن أسد القرظي ]] صاحب عقد بني قريظة وعهدهم ، وكان قد عاهد محمدا – صلى الله عليه وسلم – بالدفاع عن المدينة إن تعرضت لهجوم ؛ فلما سمع كعب بحيي بن أخطب أغلق دونه باب حصنه [[ ما رضي يفتح الو الباب ]] ، فاستأذن عليه ، فأبى أن يفتح له ، فناداه حيي : ويحك يا كعب افتح لي ؛ قال : ويحك يا حيي : إنك امرؤ مشؤوم [[ يعني إنت منحوس ، ما بيجي من وراك غيرالمشاكل ، وخليت قومك ينطردوا من المدينة ]]، وإني قد عاهدت محمدا ، فلست بناقض ما بيني وبينه ، ولم أر منه إلا وفاء وصدقا . قال ويحك !! افتح لي أكلمك . قال : ما أنا بفاعل .

قال حيي : والله إن أغلقت دوني إلا عن جشيشتك أن آكل معك منها [[ أسلوب خبيث ، يعني إنت يا كعب مش راضي تفتح إلي الباب خايف آكل من طعام الجريش اللي عامله ]] ؛ فأُحفِظ الرجل [[ انحرج كعب ]]، ففتح له ، فقال حيي : ويحك يا كعب !! جئتك بعز الدهر وببحر طام ، جئتك بقريش وغطفان وقبائل أخرى على قادتها وسادتها ، وقد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه .[[ يعني لا تخاف إحنا قوة كبيرة سنقضي على محمد و جيشه ]] . فقال له كعب : جئتني والله بذل الدهر ، وبجهام ، قد هراق ماءه ، فهو يرعد ويبرق ، ليس فيه شيء ،

[[ يعني جيشك ما في منو فايدة مثل الغيم اللي انتهى منه الماء ويبرق ع الفاضي ]] ، ويحك يا حيي !! دعني وما أنا عليه ، فإني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء . [[ يعني ارجع لن أخون العهد مع محمد مهما حاولت معي ]] . فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب ، حتى سمح له .

[[ الذروة والغارب ، هو مثل عند العرب إذا تنح الخيل أو الجمل و وقف لا يريد المشي ؛ فيأتي صاحبه ويضع يده على عنقه من الخلف ويمسح شعره إلى سنامه بلطف " يعني بلغتنا اليوم يعمله مساج ما بين رقبته والسنام " يعني ما زال حيي يتكلم مع كعب ويضحك عليه بالكلام المعسول ،حتى أطاعه كعب]] ، على أن حيي أعطى كعبا عهدا من الله وميثاقا : لئن رجعت قريش وغطفان ، ولم يصيبوا محمدا ، سأدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك . [[ يعني إذا خسرنا المعركة لن أتخلى عنك ]] .

فنقض كعب بن أسد عهده ، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذه عادة يهود : دائما يخونون و ينقضون العهد . {{ يهود وعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً ، منذ أن خلقهم الله حتى تقوم الساعة، ولو تَركت الحمير نهيقها، والأفاعي لدغها، ترَك اليهود نقضهم للعهود}} .

فوقف حبر بني قريظة {{ ابن سعدى }} يعظُهم ويذكّرهم : هذا نبي الله ، إن لم تنصروه فدعوه ، ولا تنقضوا عهدكم معه فيصيبكم ما أصاب بني النضير و بني قينقاع ، ولكنهم لم يسمعوا له ، وتحالفوا مع الأحزاب .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم