خَيَالٌ
بَيْن أَجْنِحَةِ المَرايا عَاكِفٌ
يَسْتَبِين كبؤرة حُبْلَى
بأحلام الطُّفُولَة و الشَّبَابْ

و مَدامُع الشَّوْق الْمُذَاب
عَلَى صَفِيح الْحُزْن تُسْقِط حَرَهَا
مَنْ فَرطِ قَهْقَهَة اليبَابْ

و أَنَا هُنَاكَ عَلَى صُروح الوَجْد
أَلْبَس وِحْدَتِي أخْتَال مِثْل
غَزَالَة شَرْقِيَّة تَهْوَى مُغَازَلَة الْعَذَابْ

أَنَا عَابِس الأَفْرَاح
أُحْمِلُ فِي ثَنَايَا الرُّوح
مِقْبَرَة الْأَمَانِيّ المُخضَبة الثِّيَابْ

أَنَا جِئْت
مِنْ عَهْدِ الأَدِيم عَلَى بُرَّاق الشَّمْس
أبْحَثُ بَيْن رَمْضاء المَشَاعِر
عَن سُوَيْداء النَّجَاةْ


أَنَا مُوغِلٌ
فِي الوَحْشَة السَّمْرَاء
فِي عُمْقِ حَشْرَجَة اللَّيَالِيَ
فِي تَفَاصِيل السُّكَاتْ

أَنَا مُتْلفٌ الْأَشْلَاء
أَمْضِي عَابِثًا مَدّ السَحاباتِ
المُخيفَة مِثْل أَكْفَانِ الرُفاة

هَرْوَلَتُ نَحْو المَوْت
صَوْبَ قَريحَتي فوأَدتُ عَن قَلْبي
المَباهِجَ و المَشَاعِر و الْحَيَاة

و نَسَجْتُ مِنْ حَرْفِي المُعَذَّب غِنْوَةً
و رسَمتُ بَوْحِي فِي خِضَم الأُمنِيات

يَا كُل الظُّرُوفِ العَاثراتِ
توسَدي ظَهَر المَنيَة
و إِنْزَوي نَحْو الظَّلَام

و تَفرقِي
بَيْن البِحَار السَّبْع أُغْنِيَّةً
كتَميمَة الْمَطَر المُسَافِرِ
فِي فٌضاءات الْكَلَام