عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-21, 08:45 AM   #3
الفضل10

آخر زيارة »  03-08-24 (09:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قال :
" ولكن قبل هذا وذاك جد لي من يلتزم في العبادة مخلصا لله
النية ناهيك عن هذه التخلقات بالآداب النبوية
" .

وجوابه :
يبقى الإخلاص محله النية التي يحتوي القلب ، والتي لا يعرف حقيقتها غير عز وجل ،
لهذا لا يمكننا الحكم على شخوص الناس بالإخلاص والفناء في خدمة الرب الوهاب ،

نتفق :
أن الدنيا ملأت قلوب الكثير _ ولا نستثني أنفسنا من جملتهم
_ حتى باتوا لا يعرفون من الدين إلا اسمه ومن الكتاب إلا رسمه !

وفي المقابل :
في وضعنا الراهن لا يمكن بتر حبل تواصلنا بمن حولنا ، لكون الزمان والمكان تغيرت
أحواله ، ولن امعان النظر في حاله الذي يشي بتلك المآسي التي يئن منها القلب ،
وتكتوي الروح منها ألما !

أرجعتني :
لذاك المشهد حين كنت مع شيخي العالم الرباني ،
الذي منه أنهل ما يحيي قلبي وما يقربني من ربي ،
وكما هي عادتي اتحين الفرص كي أنال من فيض التجارب التي
هي رصيد شيخي التي استقاها من رحلة العمر
التي قضاها بين جنبات هذهِ الحياة ،

فسألت شيخي قائلاً :
بما تنصحني شيخي ؟
قال : " إلزم بيتك " !

فما كان مني :
الوقوف على أعداد حروف الإجابة ، ولا الإكتفاء بظاهر الإجازة بأن
يكون جلوسي في البيت لي عادة ،
بل تعمقت وغصت في المعنى لكوني أعرف الشيخ جيدا ،
فليس من المنطق أن يأمرني بترك الدعوة ، وطلب العلم ؛

وفعل الخير خارج نطاق البيت ليكون البيت لي مسقر و مستودع !
وعندما قلبت نظري فيما يجول من حولي من عبر
حري بمن يمر عليها أن يقف وقفة بصير ، فما عادت القلوب تتسع ،
وما عادت الناس تطيل حبل العذر لكل من وقع في الخطأ
وأتى بما به الصدر ينخلع _ الا ما رحم ربي _ حينها بحثت عن السلامة
التي بها أجني ثمار القرار الذي مني يصدر ويسثار ،

فقلت :
في " العزلة " الحل بها يصدق ، فبنيت عليه ورسمت ذلكَ الواقع الذي
بين أطواره أتقدم وأكبر ،
وما أربكني هو حكم " العزلة " ! أتكون إختيار ؟!
أم أنها نوع من الأقدار ؟! بعيدا عن التعمق في المعنى وجدت في
" العزلة " راحة الأبدان والأذهان ،
وسلامة القلب من الأضغان ، ومقربة من رب
الإنس والجان ،

غير أني :
رسمت بيت العزلة جاعلا له نوافذا كي أرى من خلالها ما يستجد في الكون ،
وأرمق نجوم الليل ، وأرى تعاقب الفصول وما يقع في نهار اليوم والليل ،
ومنها الحفاظ على _ الأكسجين _
كي لا يفرغ في مخدع " العزلة " ،
وتتجدد الحياة بنفس جديد ،
ومنها أستقبل طيور الأمل وأودعها بقلب مطمئن
ببزوغ فجر قريب ،

بعيداً :
عن أضواء الشهرة ، وبعيداً عن انتقاد رفاق العشرة ،
ومنها أبني وأقيم بنياني لأبعث خلقا آخر وقد أحاطت بي هالة الثقة بالنفس ،
وعرفت حقيقة الذات ، فقد خبرت الحياة وأنا بين هذا وذاك ، فانسلخ منها
غالب عمري بين جلاد يجلد الذات ، وبين جاحد يكفر بالثبات
في معمعة الحياة .