الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-21, 08:46 AM   #214
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:28 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 201 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني قريظة ج1))
______
رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى داره ، ونزلت النساء والصغار والشيوخ من الحصون ، فما إن حان وقت الظهر حتى كان الجميع في منازلهم ، تقول السيدة عائشة والنبي - صلى الله عليه وسلم - في حجرتها : فإذا مناد ينادي من خلف الحجرة ؛ يا رسول الله !!! أوضعت السلاح ؟؟

والله ما وضعت الملائكة السلاح بعد ، اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم . فلما رجع - صلى الله عليه وسلم - قال لي: هذا أخي جبريل . ثم لبس - صلى الله عليه وسلم - لباس الحرب ، وأمر بلالا أن يُؤذن للحرب ؛ فاجتمع الصحابة ، وأمرهم النبي أن يتوجهوا فوراً لحرب {{ يهود بني قريظة }} ، وأمر بلالا أن ينادي بالمسلمين : [[ لا يصلينّ أحدكم العصر إلا في بني قريظة ]] . وجعل على إدارة شؤون المدينة {{ عبد الله بن أم مكتوم }} ، أتذكرون هذا الاسم في بداية السيرة ؟؟ الرجل الأعمى ، الذي نزل فيه قول الله تعالى " عبس وتولى أن جاءه الأعمى " .


وأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية {{ لعلي بن أبي طالب }} - رضي الله عنه وأرضاه - و اتجه المسلمون إلى بني قريظة التي تبعد عن المدينة حوالي {{ ١٠ كم }} ، وأدرك البعض صلاة العصر في الطريق ؛ ولكنهم لم يصلّوا العصر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال :

{{ لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة }} ، وكادت الشمس أن تغيب وتفوت هؤلاء صلاة العصر في وقتها ، فاختلف الصحابة في الأمر؛ هل يصلون العصر قبل أن يخرج وقتها ؟؟

أم يؤخرونها عن وقتها حتى يَصِلوا إلى بني قريظة ؟ فصلّى البعض العصر وقالوا :

إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يقصد النهي عن صلاة العصر إلا في بني قريظة ، وإنما كان يقصد أن يسرع الصحابة بالخروج إلى بني قريظة ، بينما لم يصلّ البعض الآخر العصر ، وتمسكوا بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم تمسكاً حرفياً ، حتى فاتتهم صلاة العصر في وقتها .

فلما أخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرّ الفريق الأول على صلاته للعصر في وقتها ، وأقر الفريق الآخر الذي فاتته صلاة العصر . وهنا نستنتج أنه – عليه الصلاة و السلام - قد فتح باب الاجتهاد لأصحابه .

اقترب النبي - صلى الله عليه وسلم - من حصون بني قريظة ، و نادى من وراء الحصن على زعيمهم كعب ، ونادى أيضا على حُيي بن أخطب الذي دخل معهم يؤازرهم ، وطلب منهما النزول و الاستسلام ، لكنهما لم يقبلا ، ولم تقبل أيضا بنو قريظة بذلك ، فضرب عليهم الحصار وأخذ المسلمون يرمونهم بالسهام فلما رأى ذلك زعيم بني قريظة {{ كعب بن أسد }} ،

وقف في قومه وقال : لقد تبين لكم أن محمدا نبي مرسل ، وأنه الذي تجدونه في كتابكم، ودعاهم إلى الدخول في الإسلام فيأمنوا على دماءهم و أموالهم ، ولكنهم رفضوا الدخول في الإسلام وقالوا : لا نفارق التوراة .

وطلب بنو قريظة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يرسل إليهم الصحابي {{ أبا لبابة }} - رضي الله عنه - حتى يستشيروه ،

[[ هو حليفهم ، و أمواله و أولاده في منطقتهم ]] ، فلما رأوه قام إليه الرجال ، و أسرع كلّ من النساء والصبيان يبكون في وجهه ، فرقَّ لهم أبو لبابة وقالوا : يا أبا لبابة ، أترى أن ننزل على حكم محمد ؟ فقال لهم : نعم ، وأشار لهم بيده إلى حلقه !! [[ أي سيذبحكم محمد ، يعني هذه الإشارة معناها لا تنزلوا على حكم محمد ]] . وكانت هذه الإشارة من أبي لبابة سَقطة كبيرة وخطأ عظيما .

يقول أبو لبابة - رضي الله عنه - : فوالله ما زالت قدماي من مكانهما [[ ما تحركت من مكاني ]] حتى عرفت أني خنت الله ورسوله !! ونزل مسرعا يبكي ، وذهب إلى المسجد النبوي ، وربط نفسه في أحد أعمدة المسجد بسلسلة ثقيلة وقال: والله ولا أذوق طعاماً ولا شراباً ، ولا أحُلُّ نفسي منها [[ أي لا أفُك وَثاقي ]] حتى يتوب الله عليَّ و يحلني رسول الله بيديه .

فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبره قال : أما لو جاءني لاستغفرت له ، وأما إذ فعل ما فعل، فما أنا بالذي أطلقه حتى يتوب الله عليه . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما مر من جانبه لا ينظر إليه ولا يكلمه ، وبقي أياما على هذه الحال ،

وأنزل الله في أبي لبابة قوله : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }}

فلمّا نزل قوله تعالى في سورة التوبة : {{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }} .أسرع إليه الصحابة يخبرونه بالبشرى، ثم جاء الرسول – صلى الله عليه وسلم – فحلّه بيديه .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم