عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-21, 12:18 PM   #1739
الدكتورة

الصورة الرمزية الدكتورة

آخر زيارة »  06-04-24 (05:51 PM)
المكان »  فديت ترابج يا قطر
الهوايه »  من كل بستان لي زهرة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



(( الصدمة من المحبوبة ))


(( 5 ))


لا قَامْ حَظِّي لانْ عُودَهْ وَمَالِي ==== وَاحْلامْ قَلْبِي مَا تِوَفِّي وَعَدْهَا


(( 6 ))


وَالصَّاحِبَ الْمَزيُونْ قَطَّعْ حِبَالِي ==== مَا كِنَّه اللِّي قَبِلْ عَامٍ عَقَدْهَا


(( 7 ))


أَبُو الْعُيُونِ اللِّي هَدَبْهَا ظِلالِي ==== وَابُو جُعُودٍ فُوقْ مَتْنَهْ فَرَدْهَا


(( 8 ))


لا وَاحُسُوفِي لا طَرَا في خَيَالِي ==== مِنْ كِثْر دَمْعِي صَابْ عِينِي رَمَدْهَا



ننتقل الى باقة جديدة من الابيات التي يروي من خلالها الشاعر صدمته الاولى من الدنيا ويدل تقديم هذه المصيبة على انها هي الاكثر تأثيرا في حياة الشاعر كيف لا وهي تمت للقلب بصلة ,,


وهي تمت للعواطف والمشاعر التي مُنحت في عالم الهوى فكانت الصدمة كبيرة غير متحتملة لقلب اعطى وأحب ومن ثم صدم في العطاء تجاه ذلك الحب ,,


ففي البداية


ظهر ابداء التذمر واضحا عندما اشار ان حظه من الدنيا قليل ويسير وهو الشيء الطبيعي لذلك الاحساس المتولد من فقدان ما يمد شعوره انه انسان محظوظ بشحنه الطاقة الإيجابية

فالعاشق يرى ان الحياة رائعة بوجود المحبوبة ولكن الشاعر يعاني العكس لذا انعكست تلك الحالة على احساسه بفقدان حظه من الدنيا ,,


ولأن الحب مرتبط بمنطقة القلب اشار الشاعر ان الوعود القلبية التي رسم من خلالها دنيا وحياة وردية لا تفي بوعودها بل دوما تخلفها لأن الشاعر لم ينل ما يرغب به من الحب فهنا تلونت الصورة من درجات اللون الوردي الى لون اسود كئيب يدل على السخط وعدم الرضا ويدل على التشائم بدلا من التفاؤل ,,


ومن هنا ينطلق بقوة نحو البيت الذي يليه نحو من شغلت القلب والعقل بوصفه لها من كان يرغب ويتمنى في نيل قربها و ودها ,,


في من غدرت وغيرت الصورة وقلبت موازينها ,,,


وهنا الخطاب بلغة المذكر للمؤنث وهو تعارف دارج في اللغة الشعرية النبطية الشعبية ان المقصود واضح المحبوبة بصورة قاطعة واكيدة فتلك الاوصاف وذلك الحب لفتاة ملكت القلب واحتلت اركانه وتربعت على عرشه ,,


فوصفها بالجمال للدلالة على حسنها والظاهر انه احد اسباب عشقها فهي تملك من المواصفات ما يؤهلها كي تشغل الفكر والقلب معا ,,


فوصفها انها قطعت حباله اي قطعت اواصر ارتباطه بالحياة والامل فكأنه اصبح الميت الحي الذي لا يستطيع ان يحيا من دونها وهي من افقدته الامل هي ذاتها من كانت حبيبة الامس التي جعلته يرتبط بالحياة ويحبها فأحب الحياة من خلالها هي منظاره ووحده بمنظارها ومن اجلها هي


ويواصل الشاعر في وصف محبوبته قائلا:


انها تمتلك من رموش العين الطويلة وكأنها تشكل ظلا هنا اشارة واضحة لجمال العين فالهدب جزء من العين وكونه طويل هنا اشارة لاتساع العين وكأنها العين النجلاء في نظرتها ,,,


ومن ثم انتقل لشعرها المفرود المنسدل فوق خصرها هنا ايضا اشارة للدلالة على جمال الشعر وكما يقال شعر المرأة تاج جمالها فهي تمتلك تاج رائع وهو من اسباب أسر الشاعر وتعلقه بها ,,,
آية جمال رباني


فكلما ذكر صورتها وتذكر تلك الايام تدمع عينه لا ارديا لانه حبها وعشقها بصدق فكيف لا تدمع عيناه ومن كثر الحزن اصاب العين الرمد ومن المعروف الرمد على انواعه مرض يعتري منطقه العين ولكن الشاعر هنا السبب الرئيسي لاصابته به هو كثرة البكاء لفقدان المحبوبة


روعة في الوصف ,,,


الصور البيانية


(( لا قَامْ حَظِّي لانْ عُودَهْ وَمَالِي ))


كناية


عن الحظ العاثر


(( وَاحْلامْ قَلْبِي مَا تِوَفِّي وَعَدْهَا))


هنا استعارتيين


الاولى


تصريحية


شبهت ان للقلب احلام كالانسان


الغرض البلاغي منها


عدم تحقق امنيتك في الحب


والثانية


مكنية


شبهت ان القلب يصدر وعود كالانسان


الغرض البلاغي منها


بيان حظك العاثر مع الحب في الحياة وانكسار القلب


(( قطع وعقدها ))


طباق ايجابي


لبيان ان الحال اصبح شتان بين الماضي السعيد والحاضر الشقي التعيس


(( أَبُو الْعُيُونِ اللِّي هَدَبْهَا ظِلالِي ))


كناية


عن جمال العين


(( وَابُو جُعُودٍ فُوقْ مَتْنَهْ فَرَدْهَا))


كناية


عن جمال الشعر


(( صَابْ عِينِي رَمَدْهَا))


كناية


عن كثرة الدموع الصادرة نتيجة الحزن العميق بفقدان المحبوبة

روعة ،،،