(( قلة الوفاء وتغير مفهوم الرجولة ))
(( 9 ))
وَالرُّفْقَه اللِّي مِنْ عُدُودْ الرِّجَالِ ==== زَلاَّتَهَا مَا عَادْ نِحْصِي عَدَدْهَا
(( 10 ))
أَزْريتْ اسَايِرْهُمْ وسُودَ اللِّيَالِي ==== تِقْسَى عَلينَا بَعَدْ مَا طَالَ امَدْهَا
(( 11 ))
وَجْدِي عَلَى اللِّي يِرْتقُونَ العَلالِي ==== مَا يعْرفُونْ اصْقُورَهَا مِنْ قَهَدْهَا
(( 12 ))
ضَاعَ الوَفَا في النَّاسْ ثُمَّ اسْتَحَالِي ==== وَالمَرْجِلَهْ وَالطِّيبْ كِلٍّ فَقَدْهَا
ننتقل الى مجموعة من ابيات جديدة تمثل حال اخر في حياتك انت ووفاء الاصدقاء ,, وتغير مفهوم الرجولة ,,
هنا تشتكي من كثر ما صادفت من رجال اتخذتهم اصدقاء للحياة ورفقاء لدربك لكن انصدمت من حقيقتهم من كثرة خطاهم وتكرارها في حقك ,,
عرفت عندها ان الوفاء عملة نادرة قلما نجدها في الحياة لذا انعكست تلك الصورة على روح القصيدة برمتها هذه حقيقة اخرى في حياتك تجعلك تجزم ان الحياة اصبحت سوداوية الصورة ,,
وانت تعبت من كثر تقديم الغفران والاعذار لهم كمحاولة منك ان لا تخسرهم وتساير بهم الايام واني اراك قد ذكرت لفظ (( سود الليالي )) بذكرهم لان الليل اصدق معنى هنا حيث تأكد على صفاتهم السوداء فالليل يحمل لون السواد وهو الانسب لوصف حالاتهم معاك ,, كما يدل على غياب النور تماما حتى من عدم اطلالة القمر للدلالة ان حياتك معهم قليلة ان لم تكن منعدمة الحسنات او الخير ,,
فتلك كلها ظروف قاسية عليك لا يكاد احد يتحملهااااا ,,
ثم انك تأسف لحال البعض منهم ممن يصلون الى مراتب عالية ويدعون علو المكانة سواء من مناصب حياتية او ادعاء رفعة المكانة الاخلاقية وهم في الحقيقة لا يمتلكونها
او انهم يتبوأون تلك المكانة وهم لا يحملون المؤهلات المستحقة لها فيرتقون لها لمجرد معرفة او ما شابه لهذا ضربت مثل للتقليل من الشأن هو انهم في الامكانيات لا يعرفون التفريق بين
الصقر من الفهد للتدليل على جهلهم الكبير كمعرفة وايضا امكانية الاشارة الى عدم تقيمهم الحقيقي للشخص الذي امامهم وعدم تثمينهم له فالمعنى يأخذ منطلقين ,,,
ثم تعود وتؤكد ان الوفاء انعدم في الحياة والرجولة الحقيقة والطيبة لم تعد موجودة هنا اتذكر عبارة (( ليس كل ذكر رجل ولكن كل رجل ذكر )) فالرجولة الحقيقة تقاس بالافعال لا الاقوال لذا جاء تعبيرك من خلالها ,,
وبرغم من وجود الوفاء لكنك لما صادفك في حياتك كل ذلك عكس بصورته السلبية على رؤيتك للحياة فرأيتها بتشاؤم وبلون داكن ,,
فالواضح هنا استخدام صيغ المبالغة للضرورة الادبية لعكس الحال الذي فاض بك
رائع ,,,
الصور البيانية
(( زَلاَّتَهَا مَا عَادْ نِحْصِي عَدَدْهَا))
كناية
عن كثرة الوقوع في الاخطاء
(( سود الليالي تقسى ))
استعارة مكنية
حيث شبهت ان الليالي السوداء كالانسان الذي يقسو
الغرض البلاغي
بيان قسوة ظروف الحياة عليك
(( بَعَدْ مَا طَالَ امَدْهَا))
كناية
عن امتداد الفترة الزمنية عليك من الظروف القاسية
(( ضَاعَ الوَفَا ))
استعارة مكنية
شبهت الوفاء كالانسان الذي يتوه
الغرض البلاغي منها
بيان ندرة الوفاء في يومنا الحالي
،،،
روعة وإبداع