قال لي أحدهم بعد أن كتبت مقالي السابق :
كيف لكم أن تبدو لسان حرفكم ؟! وتخوضوا غمار الأدب ،
والثقافة برصيد جهلكم !!
وأنتم عن العلم مبتور سندكم !!!
أما كان الصمت أولى لكم ؟!
به تصان كرامتكم ،
ويسلم به حالكم !
قلت :
أعترف بأن البادرة مني خرجت من روع المشاهد،
من عقيم المعطيات ، وتلك النتائج المعلقة في مشاجب الهوان !!
ما :
اقتحمنا ميدان العلم والثقافة والأدب قاصدين بذاك التعامي عن معرفتنا بحقيقة أنفسنا ،
وبأن العلم الذي عندنا لا يجاوز آلاف الأصفار التي عن يسار الواحد من الحساب !!
ولكن :
هي انتفاضة في وجه ذاك الخبال الذي صار ديدن البعض ممن امتهنوا حرفة الإغراق والإستغراق في ذاك " التزييف والمجاهرة "
بطعن كرامة التراث و الرموز الذين أفنوا حياتهم ليقدمو لنا علما صافياً من أكدار الشبهة على طبق من ذهب !!
ولكن للأسف :
كانت البادرة منا عندما توارى أرباب الحكم ، وأرباب العلم والثقافة والمعرفة بحجاب النأي بالنفس ، والتواضع الذي أخفق البعض منهم عن
معرفة " مكانه وزمانه " ليخلطوا بذاك الأمور فيكونوا مذبذبين بين بين متباينين بين إقدام وإحجام فأدخل البعض أدوات القياس والاجتهاد فيما يُقدم عليه
في قادم الأيام ، فكان الترجيح أن يسكن في بيت الانتظار يفترش الرجاء والأمل ، وينام على حصير التسويف ويطارد أحلام اليقظة التي يصعقُها الواقع المُعاش !!
بُح صوتنا :
ونحن نحاول تحريك الساكن منهم !!
وقد بينا لهم بأنا لا نريد منهم جر ألسنتهم وأقلامهم من أغمادها ليبيدوا الآخر !
وإنما عمدنا لذاك من أجل خلق التوازن ، ولنخلق ذاك الواقع المتدافع الذي به نقف على خطوة واحدة والتي بها " يُراجع الحساب "
ونخرج بها من غُرف " التوجس والخوف " التي نتهامس فيها وتعترينا في أثنائها تلكم الرعشة المتمخضة عن ذاك الخوف من المستقبل
الذي يُجلّي " ماهيته " قادم الأيام .
من هنا :
لا زلنا نُعوّل على أولئك المخلصين أن ينبرو ليحملوا راية العلم ، والثقافة ، و
المعرفة ليوصلوا الناس بذاك إلى معين الحقيقة ، وليبينوا لهم الحق ، ومعالم طريقه .
الفضل10