عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-21, 08:08 AM   #2
الفضل10

الصورة الرمزية الفضل10

آخر زيارة »  03-08-24 (09:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



توقفت :
كثيراَ عند ذلك العالم الانجليزي الذي افنى الكثير من عمره في مختبرات البحث ،
ومع هذا عندما سمع عن ذلك الخيميائي الذي بلغَ من العمر عتيا وما اكتشفه ،
حتى حزم حقائب السفر ، وقد نقل معه الغذاء الذي يستمريه ويتغذى عليه من كتب ،


ما لفت نظري :
ذلك الحرص الشديد لنيل ما هو جديد من علم ومعارف ،
متجردا عن كل المكتسبات العلمية والمعرفية لينزل بذلك منزلة الطالب
الذي يلهث وراء الفائدة ،

بذلك :
يكون الصدق في الطلب والذي تيقن بأن العلم لا ساحل له ،
وأن العاقل من عقل بأنه لم يبلغ ذروة العلم بأنه ما يزال في بداية المشوار ،
والبذل الصغير ،

فبذلك :
يجني الخير الوفير ويستقي من العلم ماء نمير .


حينها :
أرجع إلى الواقع الذي نعيش لحظاته لأعقد عليه المقارنة ،
فكم من قريب عهد ما يزال يحبو في مهد التحصيل العلمي نراه رافعا
هامة التقول والإدعاء بأنه نال علم الأولين والآخرين ،

وأنه :
ليس له منافس وند ! ليقف عند ذلك الحد واهما نفسه بأنه لا كمثله أحد !

"من هنا تقتل تلك الروح التي بها يطير المرء نحو فضاء
العلم ليفيد ويستفيد
" .


تعودنا :
الجلوس مع الأخوة في كل مساء من يوم الإثنين ،
وقد قررنا أن يكون لتلك الجلسة ضوابط وشروط ،
بحيث توزع المهام ومن ضمنها تحديد اشخاص كي يكون عليهم
اختيار كتاب نتناوله بعد بسطه على مائدة الحوار ،

وكان :
الموضوع يتحدث عن أحد الأعلام من الأدباء العمانيين الذين
مزجوا وزاوجوا بين الواقع الأدبي المعاصر وذاك الماضي الغابر ،

فكان السؤال:
يتحدث عن ذلك السر في ذلك التوفيق بين الحاضر والماضي ؟

وقد :
كان في قلبي بعض الملاحظات على بعض الاشخاص ،
فوجدتها فرصة لأبدي ما اخفيته في صدري من باب التلميح والتعريض ،
كي لا أقع في اتون الحزازات والحساسيات ،

فقلت :
الجواب يكمن في ذلك الاستعداد من ذلك العّلم الذي هضم نفسه ،
وعرفها قدرها فكانت عينه فيما عند غيره من علم ومعارف ليكون السعي للتجديد ،
والتحديث والاطلاع فيما توصل اليه اقرانهم من المفكرين والادباء ،

بعكس :
اولئك الذي ظنوا بأنهم بلغوا الثرياء ، لينظروا للناس من ابراجهم العاجية !
وقد شلّوا ، وخثّروا بذلك تلك الدماء التي حُبست ، واغلق عليها التجديد ،
ليطوفهم ويتجاوزهم بذلك جني الفائدة من غيرهم !

"وليتهم بلغوا في ذلك معشار ما بلغ اضعفهم همة وفلاحا " !

واستحضرت حينها :
تلك القصة التي سردها القران عن موسى _ عليه السلام _ مع الخضر _ عليه السلام _ ،
لنتعلم كيف يكون حال طالب العلم ومن أراد أن يتعلم ،
بحيث يترك تلك اللألقاب والمسميات ليبقى مجردا منها ،
فهو في حضرة العلم الذي لا يتصل بحسب ولا نسب ، وما على الطالب
الانصياع والإتباع ،


من هنا :
نرى ذلك الإنجليزي قد طبق تلك النظرية بعدما علم قدر العلم ،
ومدى امتداد ساحله ،

فهناك :
من يتجاوزون حصيلته ومخزونه المعرفي .

من هنا :
كان السعي ليجلي ويتخلص من ذلك الجهل الذي يحول بينه
وبين اكتمال ما يعيش واقعه ،والعيش الذي يعيش من أجله لبلوغ هدفه
وغايته .