عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-21, 08:16 AM   #4
الفضل10

الصورة الرمزية الفضل10

آخر زيارة »  03-08-24 (09:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



وفي :
ذاك الفصل والحديث عن تلكم الرحلة التي كانت وجهتها الصحراء القاحلة ،
كنت بين الماضين والممتطين لتلك الركاب ،

اتنقل بفكري اعيش المشهد ،
وكم شدني ذاك النداء من قبل الدليل وقائد المسير ،

حيث طلب منهم القسم كل بما يؤمن به ،
أكان بالله رب العالمين ، أكان المسيح ،
أكان بوذا ، أكانت الطبيعة وما تعدد من ذلك وما تنوعت الانتماءات والاعتقادات ،

حينها :
رأيت في ذلك تجردا وتجريدا من كل الألقاب العلمية ، والألقاب الاجتماعية ،
ليتساوى الجميع ويتوحدون بسبب ذاك المصير الذي يسقط لزوم اصطحاب
أي مميزات وإنجازات .

أخذت :
من ذلك عبرة بأن تلك المكتسبات ما هي إلا عارضة زائلة ،
والأصل هو الباقي ، ليكون قوام الإنسان ما يؤمن بها من مبادىء ،
وما يتبناها من أخلاق ، لتكون له خير زاد ،

وفي :
الطريق وفي تلك الصحراء لا يسمع إلا صفير الريح ،
ولا يشاهد إلا صحراء في مداها سراب ، انتقال من ضجيج
وصباح اطفال ،ومزاح وشجار ، ما هي إلا لحظة عابرة ، وكانهم دخلوا حياة الموات ،
والبرزخ فلا تسمع له همسا ! يترقبون ما ينتظرهم من أخطار ،

وايديهم :
على صدورهم يتمتمون ويلهجون بالدعاء ، وما أن وصلوا لتلك
الواحة إلا وقد خرجوا من عالم الأرواح ليعبروا عالم الأشهاد ، حينها تنفسوا الصعداء ،

" من هنا علينا تذكر ذلك اليوم الذي نفرد فيه ، وتنتزع منا الالقاب والمسميات ،
ويتخلى عنا أقرب الناس لنا ، ولا يكون لنا شفيع وانيس غير صالح الأعمال
" .

من:
تلك الصحراء القاحلة وذلك الصمت الرهيب الذي يشبه صمت اصحاب القبور ،
إلى الرجوع لعالم الشهود حيث اللقاء الهادر الذي سّكنَ تلك الهواجس ،
وبدد تلك المخاوف من فاجعات المفاجآت في وسط تلك الرمال ،

حينها :
كان الفضول يحرك كوامن ذلك الانجليزي الذي يمني نفسه
بلقاء ذلك الخيميائي لينهل منه العلوم ،

كل :
اشتغل بما جاء من اجله منه من تّبضع ، ومنهم من لاقى اهله واصحابه ،
وصاحبنا اكتفى بالبحث مع ذلك الانجليزي عن طريدته ومبتغاه ،

ولنا :
أن نعيش مع ذلك الوصف الذي وصف به النسوة من جلباب ،
وتلك العادات والتقاليد والمعاملات ،

وعرّج :
على وجوب احترام ما يؤمنون بها من عادات ،
ومع هذا عندما اجتمع بطل القصة بفاطمة ،
جرى على لسانها ذلك التذمر والضيق من تلك العادات ،
التي اتعبت كواهلهم ليجعل من تلك العادات نوع من الكبت ،
والتسلط والاكراه الذي فرض عليهم عنوة !

بعيدا :
عن الخوض في الاحتمالات ونبش ما تخفيه وتواريه الكلمات ،
نجد ذلك اللقاء لقاء بطل القصة مع تلك الفتاة ،
الذي انساه مبتغاه وهدفه ، وذلك الحب الذي تجاهل الدين ،
وتسور حدود المحظورات من الفوارق الطبقية ،والمجتمعية ،
ليكون الحب هو العنوان والصخرة التي تحطم كل التباينات والاختلافات ،
بصرف النظر عن كون ذلك من المحرمات وما يدخل في تفاصيل الشرع ،

لكوننا :
نعرّج على الرواية ، ولا يفوتنا ذلك الوقوف عند ذلك الخضوع ،
وذلك الاسترخاء والركون إلى إلقاء عصا الترحال للوصول لذلك المنشود
من الكنوز والغنى الموعود ،

فقد ،
خمدت جذوة الحماسة والإصرار بعدما شاهد واجتمع مع الحبيب ،
وكأن تلك المعاني المادية تضائل وخفت بريقها أمام تلك المشاعر الجياشة
التي تّملكت العقل والقلب وكل جارحة في ذلك المرء .

ولنا :
أن نتأمل في ردت فعل تلك الفتاة التي داست على قلبها لتّغلبَ
مصلحة ذلك المجد الذي قطع الأميال والفيافي والقفار من اجل ادراك المأمول ،

لتكون له سنداً ، ورافداً ، ومغذياَ ، ونافخاَ في عزائمه الروح ،
من ذلك نستخلص بأن ذلك الحب الذي تجرد من جاذبية العاطفة الآنية الحدوث ،

التي :
لا ترى مستقبل الأمور هو المرشح والمؤهل ليكون جذوره في أرض
الحب ليكون سرمدياَ ما بقت في الجسد الروح ،

وما :
كان من ذلك الشاب إلا تجهيز متاع سفره بعد أن أخذ تلك الجرعات ،
والمحفزات ليشق طريقه بأمل وتفائل ،

فهنالك من ينتظر نجاحه ورجوعه .