الموضوع: جوهر رسالة..
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-21, 06:25 PM   #226
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (07:35 AM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ولدتٌ بعد ثلاث سنوات كأول طفلة مع توأمي،
أسمتني أُمي غيّم وشقيقتي المُتوفاة غيّث،
لأننا جئناها في أشدّ أيام الشِتاء برودة،
توفت شقيقتي في ساعتِها الأولى، تركتني.
كانت تضمّني أُمي بحنان -حسب رواية والدي-
وهي تُردد كلمات قصيدةٍ تُحبها:
"إنتظرتُكِ، لم أقُل إنّي مللت، ولم أُفكّر في إعتذارك،
قُلت تكفيني التحيّة، بل سيكفيني عُبورك مثل غيّم
الشِتاء في حُلمي وإنتظرتُك، وإنتظرتُك"
ثُم تُضيف:
"وجاءت حَبيبتي، طفلتي الأولى!" وتبكي.
أصبحت تلك الأبيات أُغنيتي المُفضلة،
لحّنتها أُمي وجعلتها تهويدة النوم الخاصةً بي
إلى أن بلغت الرابعة من العُمر،
الحبيبة لم تتخيل أبدًا أنني بعد 20 عامًا فقط من ذلك اليوم
سأجلس على سريرها المهجور وأرثيها بإكمال القصيدة:
"انتبهَ المكان إلى غيابكِ، وإنتظرتُكِ،
لم أقُل إنّي مللت، ولم أُفكّر في إعتذارك،
وإنتظرتُك، وإنتظرتُك وإنتظرتُك" وأبكي.
إن كنتُ غيّمًا، فقد فقدتُ سمائي.