عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-21, 08:50 AM   #116
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:21 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة .....



أنا من ينام حين تشتد العاصفة!

كان صاحب مزرعة مواشٍ وخيول يبحث عن شخص يهتم بشؤون المزرعة، حيث كان ما أن يوظف أحدهم حتى يفصله، لأنه لا يقوم بواجباته خير قيام.
وكاد صاحب المزرعة أن يُجن لعدم رغبة أحد في العمل لديه، لأنه كان يضع شروطاً قاسية لهذه الوظيفة الصعبة.

وفي إحدى المرات أتاه من أراد الوظيفة، وكان نحيلا تبدو عليه بنية ضعيفة؛ فقال له صاحب المزرعة وما هي مميزاتك؟
فرد عليه:

أنا من ينام حين تشتد العاصفة.
لم يدرك صاحب المزرعة هذه العبارة، ولكن نظراً لحاجته ولقرب فصل الشتاء لم يمانع أن يوظفه مضطراً حيث إنه لم يكن هناك من يرغب في مثل هذه الوظيفة.
مرت الأيام وفي إحدى الليالي أتت عاصفة شديدة المطر، عاتية الريح حتى كادت أن تقتلع المنازل الخشبية، فدبّ الرعب في قلب صاحب المزرعة، وأيقن أن ماشيته هالكة، وأن محاصيله ستفسدها الريح.

ذهب مباشرة إلى العامل، فوجده يغط في نوم عميق رغم ما يحدث في الخارج. هز ّصاحب المزرعة الرجل من كتفه يوقظه وهو في أقصى درجات الغضب، صائحاً في وجهه:
ألا تدرك ما الذي يجرى في الخارج؟

فرد عليه العامل بعين نصف مفتوحة:
نعم، إنها العاصفة، ولكنني قلت لك أنني أنام حين تشتد العاصفة.
استشاط الرجل غضباً ولكنه حمل عتاداً وهمّ لإنقاذ ما يمكن انقاذه، لكنه تفاجأ أمام مشهد مذهل..

فالطيور مستقرة في أعشاشها والمواشي آمنة في مستقرها، الخيام مشدودة بالحبال المتينة، برغم أهوال الرياح في الخارج،،
حينها هدأ واطمأن ثم عاد فرحاً الى العامل النحيل، وقال له : نم يا رجل ولا تقلق؛
الآن عرفت أنك من تنام حين تشتد العاصفة.

الخلاصة:

حين يحسن أحدنا عمله، ويخطط له ويضع كل الاحتمالات على الطاولة، والخطط الكفيلة بحمايته من المخاطر ؛ عندها يمكنه أن ينام غير قلق لأنه أعد لكل شيء عدته.
الأمر لا يتطلب سوى بعض الجهد في أيام الرخاء حتى لا يهرع أحدنا كالمجنون أيام الشدة أو حين تشتد العاصفة ..


تابعونا
لنا لقاء آخر ان شاء الله