عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-21, 09:07 AM   #2
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة .... ( 2 ) ....... ))


لحظة خروج الروح (1 )
يقول الله عز وجل : {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} سورة ق:19

أخواتي هل تدرون ماهي سكرات الموت ؟

هي شدائد الموت وأهواله التي تصيب المحتضر، بسبب نزع الروح ،و التى قال عنها نبينا صلى الله عليه وسلم : “لا إله إلا الله، إن للموت سكرات "
( البخاري )

ولكن هل هذه الشدائد تتساوى بين المؤمن و الكافر ؟
هذا ماسنعرض له
أولا : حال المؤمن حين الاحتضار ونزع الروح

أختى اخي

لنقف قليلا عند هذه اللحظات ، لحظة خروج الروج ، إنها من أصعب اللحظات التى تمر بالإنسان ، فهو خائف مما هو مقدم عليه لايدرى أيذهب به إلى الجنة أم إلى النار ، مشفق على من ترك خلفه مامصيرهم
هنا تتنزل الملائكة لتؤمن العبد المؤمن مما يخاف ويحزن، وتُطَمئِنُ قلبه، وتقول له: لا تخف من المستقبل الآتي في البرزخ والآخرة، ولا تحزن على ما خلفت من أهل وولد ، وتبشره بالبشرى العظيمة، {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُون}َ فصلت: 30

اللهم بشرنا بالجنة
والمؤمن إذا بشر حين الاحتضار برحمة الله ورضوانه سرّ بذلك وفرح فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال:
”من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه"، قالت عائشة رضي الله عنها :إنا لنكره الموت ، قال:

"ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته ، فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حُضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه ، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه”

[البخاري]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الميت تحضره الملائكة ، فإذا كان الرجل صالحاً قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة ، كانت في الجسد الطيب ، اخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان ، فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرج )

إذن الكلام بالبشارة مستمر طيلة خروج الروح، من وقت ابتداء خروج الروح إلى الانتهاء والبشارة مستمرة من الملائكة ، ( أيتها النفس الطيبة ، كانت في الجسد الطيب ، اخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ، ورب غير غضبان )
وملائكة الموت تأتي المؤمن في صورة حسنة جميلة ، ففي الحديث :

" إِنَّ العبدَ المؤْمن إذا كان في انْقِطَاعٍ من الدُّنْيَا، وإِقْبالٍ من الْآخِرَة (ِإذا حضره الموت ) نزل إليه من السَّمَاءِ ملائكةٌ بِيضُ الوجُوهِ، كأَنَّ وجوهَهُمُ الشمسُ ، معهُمْ كفنٌ من أكْفَانِ الجنَّةِ، وحَنُوطٌ من حَنُوطِ الجَنَّةِ (هو مايخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم )، حتى يَجْلِسُوا منه مَدَّ البَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حتى يَجلِسَ عندَ رأسِه فيَقولُ : أيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إلى مغْفِرةٍ من اللَّهِ ورِضْوَانٍ "
قال: ( فتخْرُجُ تَسِيلُ كما تسِيلُ القَطْرَةُ من فِي السِّقَاءِ )

القطرة في الإناء كأس من الزجاج إذا أملته وفيه قطرة كيف تنزلق على جدران الإناء؟ هكذا تخرج روح المؤمن من جسده
وعندما تقبض الروح تتجه من الأسفل إلى الأعلى ، أولاً تنزع من القدمين متجهة إلى الرأس ، فإذا بلغت العينين جحظت العينان ، واتجهتا إلى الأعلى؛ ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بغض بصر الميت ، أن نغمضه

(فيَأْخذُها ، فإذا أخَذَها ، لم يَدَعُوها في يَدِه طَرْفَةَ عَيْنٍ، حتى يَأْخُذُوها فيَجْعَلُوهَا في ذلكَ الكَفَنِ وفي ذلكَ الحَنُوطِ ، فيَخْرُجُ منها كأَطيَبِ نَفْخَةِ مِسْكٍ، وُجِدَتْ على وجْهِ الأرضِ)

وفي رواية
( فتخرج كأطيب ريح المسك، حتى أنه ليناوله بعضهم بعضاً )

تصور وتفكر في روح تتناولها الملائكة فيناولها بعضهم لبعض كيف نفعل إذا وضع في يد أحدنا الولد الصغير حديث العهد بالولادة يتأمله كل واحد ثم يناوله لمن يليه ، والملائكة يناولون روح المؤمن بعضهم لبعض مناولة ، كل واحد منهم يأخذ روح المؤمن ، يتناولها ويسلمها للآخر ، هل رأيتم يا عباد الله التكريم ، مناولة الروح من ملك إلى ملك ، فيا حظه وما أسعده

(فيَصْعَدُونَ بِها فلا يمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ، إلَّا قالُوا: ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فيقولُونَ : فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَحْسَنِ أسمائِه التي كانُوا يُسَمُّونَه بها في الدُّنْيَا)

آلاف الملايين من الملائكة تصلي على المؤمن عند صعود روحه (تدعو له)
تقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ)

( حتى ينْتَهُوا بها إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحون له فَيُفْتَحُ له ، فيُشَيِّعُهُ من كلِّ سماءٍ مُقَرَّبُوها إلى السماءِ التِي تلِيها )

فليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج( يصعد ) بروحه من قبلهم ( من ناحيتهم )

️( حتى يُنتَهَي إلى السماءِ السابِعةِ ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : اكْتُبُوا كِتابَ عبدِي في علِّيِّينَ ، وأَعِيدُوا عَبدِي إلى الأرضِ ، فإِنِّي مِنها خَلَقتُهم ، وفِيها أُعِيدُهُم ، ومِنها أُخْرِجُهم تارةً أُخْرَى )
اللهم اجعلنا ممن تبشرهم الملائكة بالروح والريحان ورب غير غضبان ..))
يتبع بإذن الله ...


📚المراجع
أحوال المحتضر
محمد العلى
سلسلة المصير
هاني حلمي
لحظة خروج الروح
صالح المنجد
"صفة النار والجنة
من صحيح السنة"المعيصفي

يُتبع....


 

رد مع اقتباس