عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-21, 09:09 AM   #3
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:07 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة ... .. (3) ... ))

تابع لحظة خروج الروح

لقد أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا ،فلابد مع النذارة مع البشارة ، فكما ذكرنا حال المؤمن عند نزع الروح والاحتضار فلابد لنا أن نذكر حال الكافر والمسرف على نفسه الذي لم يتب ويرجع إلى الله قبل موته لنتعظ بحالهم عند الموت ونرجع إلى الله...

ثانيا ) حال الكافر والعاصي الذي لم يتب حين الاحتضار ونزع الروح
ففي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
......... وإنَّ العبدَ الكافر( وفي رواية الفاجر)َ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه من السَّماءِ ملائكةٌ غلاظ شداد سودُ الوجوهِ معهم المُسوحُ من النار /

ينزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد، سود الوجوه، معهم المسوح من النار ،أي الملابس من جهنم مفصلة لهذا الفاجر

( فيجلِسون منه مدَّ البصر، ثمَّ يجيءُ ملَكُ الموت )
انظر إلى المشهد كيف يصفه النبي عليه الصلاة والسلام .. ؟
مشهد مروع ! أولاً تنزل الملائكة ملائكة العذاب بهذا المنظر الفظيع، تحيط به من كل جانب، وإلى مد البصر، وليس واحد أو اثنان، ومعهم هذه الملابس من جهنم، والميت يرى كل هذا أمامه، ثم يأتي ملك الموت، ملك الموت أفظع منظراً وأبشع...

حتَّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتها النَّفسُ الخبيثةُ اخرُجي إلى سخطٍ من اللهِ وغضبٍ ،،
تخيل يأتى إليه ملك الموت وتبدأ لحظات نزع الروح ستبدأ بكلمه من ملك الموت ،،، (( أيتها النفس الخبيثة اخرجى إلى سخط من الله وغضب ))
أي رعب وأي خوف هو فيه ،فقد اجتمع عليه كل شئ ملائكة العذاب وملك الموت والأهم غضب الله......

( قال : فتُفرَّقُ في جسدِه )
الروح ترى أمامها هذا العذاب وتعلم أنها خارجة إلى غضب وسخط من الله فتستعصي وترفض الخروج وتهرب وتتشبث في الجسد -تقعد في كل أجزاء الجسم- خوفا ورعبا من الخروج ، فقد دعاها إلى غضب ولعنة أين تذهب ؟؟
فتقوم الملائكة بضربه من الأمام والخلف، فالملائكة تبسط أيديها بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم رغما عنهم ، قائلين لهم { أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ } أمر من الملائكة، أخرج نفسك، أخرج روحك ...
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ} الأنعام 93

فينتزِعُها كما يُنتزَعُ السُّفُّودُ من الصُّوفِ المبلولِ فيأخذُها
هنا يتدخل ملك الموت لنزع الروح الهاربة ،ولكن أي نزع ،،، ؟؟
السفود هو الحديدة ذات الاطراف المتعددة ... تخيلوا العذاب ،،!
هذه الحديدة ذات الأطراف المدببة المتعددة ، ندخلها في صوف والصوف مبلول ،ثم نطلعها بقوة ،ماالذي سيحدث للصوف ؟ سوف يتقطع ويتمزق من كل جهة ،،
كذلك الروح تخرج من جسد الفاسق والكافر على هذا الوضع ،تتقطع مع سحبها العروق والعصب ))

فإذا أخذها لم يدَعوها في يدِه طرفةَ عينٍ حتَّى يجعلوها في تلك المُسوحِ ويخرُجُ منها كأنتنِ جيفةٍ وُجِدت على وجهِ الأرض ،،
وعندما ينتزع ملك الموت هذه الروح ..

تأتى ملائكه العذاب وتلفها بالمسوح و يخرج منه أنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الأرض ،،

فيصعدون بها فلا يمُرُّون بها على ملأٍ من الملائكةِ إلَّا قالوا ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ فيقولون فلانُ بنُ فلانٍ بأقبحِ أسمائِه الَّتي كان يُسمَّى بها في الدُّنيا ،،،
فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، آلاف الملايين من الملائكة تلعنه عند خروج روحه ،،

حتَّى يُنتهَى به إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُستفتَحُ له فلا يُفتَحُ له
ثمَّ قرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ِ:
{لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ }

فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ اكتبوا كتابَه في سِجِّين في الأرضِ السُّفلَى ،،
فتُطرَحُ روحُه طرحًا ثمَّ قرأ ،،
{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق }ٍ

... من علامة شقاء الكافر أن السماء والأرض لا تبكي عليه إذا غادر الدنيا ،و يلعنه كل ملكٍ بين السماء والأرض ، ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض فتغلق دونه أبواب السماء، وتلقى روحه من السماء لتهوى إلى القبر.......

فمن الذي يتعظ ؟ ويقدر هذه اللحظة ؟..
اللهم أحسن خواتيم أعمالنا ،وأرزقنا توبة نصوحة قبل الموت.......
لحظة خروج الروح

الشيخ / صالح المنجد

يتبع...


 

رد مع اقتباس