عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-21, 08:16 AM   #8
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:34 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة .... ( 5 ) ........ ))

القبر نعيمه وعذابه (2 )

في المرة السابقة توقفنا عند هول عظيم يتعرض له الإنسان في القبر بعد ضغطة القبر هو فتنة القبر ...

وتحدثنا عن الاختبار وهو سؤال الملكين المنكر والنكير له ثلاثة أسئلة محددة ..

فهلموا بنا الأن نتعرف على صفة هذين الملكين وعلى الأسئلة التى تعرض على الميت .. )

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : في وصف الملكين
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إذا قُُبِِر الميِّت - أو قال أحدكم - أتاه ملكان أسْودان أزرقان(أي أعينهما ) يقال لأحدهما المنكر و للآخر النَّكِير فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟
فيقول : هو عبد الله و رسوله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله
فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم يُنوَّر له فيه
ثم يقال له : نم
فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم؟ فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحبُّ أهله إليه حتى يَبْعثَهُ الله من مضجعه ذلك

و إن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون فقلت مثله ،لا أدري
فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك
فيقال للأرض: التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف فيها أضلاعه( أي يتداخل بعضها في بعض) فلا يزال فيها مُعذَّبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك "
(حسنه الألباني)

وفي هذا الامتحان يُسأَل العبد عن ثلاثة أسئلة:

ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم حينما تحدث عن المؤمن وتعرضه للفتنة في القبر فقال:
((فيأتيه ملكان شديدَا الانتهار، فيَنتهرانه ويُجلسانه، فيقولان له: مَن ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله - عز وجل -:
﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27]، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمد - صلى الله عليه وسلم - فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي))
(السلسلة الصحيحة).

ويرى كل عبد مقعده من الجنة أو النار

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال نبي الله صلى الله عليه و سلم :
" إن العبد إذا وضع في قبره و تولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرْعَ نِعالهم قال : يأتيه ملكان فيُقعدانه فيقولان له :
ما كنت تقول في هذا الرجل ؟
فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله و رسوله
فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة " قال نبي الله صلى الله عليه و سلم : فيراهما جميعا "
(متفق عليه)

فلنتدبر أخواتي ولنستعد

هناك ثلاثة أسئلة محددة سيسأل عنها العبد..
وهذه الأسئلة تحتاج إلى إجابة فورية صحيحة..

فهيا نستعد من الآن لهذه الأسئلة ، فإنه لا يجيب عنها إلا من عاش لها، فعرف ربه وعاش لدينه واتبع رسوله - صلى الله عليه وسلم .. )

فعندما يسأل العبد عن ربه فإنه لا يجيب عن هذا السؤال إلا مَن عرف ربه في الدنيا وعبده.

فهل تعرفه حقًّا؟! معرفة تجعلك لا تعصيه، وتعبده كأنك تراه .. ؟

فهل تعرفه حقًّا؟! معرفة تدعوك إلى الخضوع له والإذاعات ..؟

فهل تعرفه حقًّا؟! معرفة تجعلك تعود إليه كلما أذنبت ترجو رضاه ولا تخشى أحدًا سواه ؟؟

وكذلك عندما يُسأل العبد عن دينه، فإنه سيجيب عن دينه الذي يَدين لله به، ويخضع له، ويعيش في كنفه، ويلتزم بأوامره، ويتحاكم إليه في كل شؤونه.

وكذلك عندما يُسأل عن نبيه، فإنه لا يجيب عن هذا السؤال إلا..
من عرف النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حقًّا، واهتدى بهديه واقتفى أثره واستنَّ بسنته، فجعل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إمامَهُ وقائدَهُ ومُرشدَهُ ودليله وأستاذه ومعلمَه، أمَّا من كان يُقلِّد الناس ويتبع هواه، فإنه يتلعثم في الإجابة؛ لأنه كان بعيدًا عن هديه فلا يهتدي لاسمه...


أسأل الله العظيم أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ..

انتظرونا في اللقاء القادم بإذن الله مع حال المؤمن والكافر في القبر ....


 

رد مع اقتباس