عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-21, 08:51 AM   #10
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:19 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة ........ ( 7 ) .......... ))

القبر نعيمه وعذابه ( 4 )

تكلمنا في الدرس السابق عن حال المؤمن في القبر ، واليوم سنتحدث عن حال الكافر والعاصي الذي لم يتب في القبر

ليس الهدف هو التخويف ولكن الهدف هو التحذير ليستعد العبد لهذا الامتحان الصعب ، ويتوب إلى الله ، وحتى لا تتمكن الغفلة من القلوب خصوصا في زماننا هذا الذي كثرت فيه الفتن والشهوات ..

ففي حديث البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في حال العبد الكافر بعد خروج روحه والصعود بها إلى السماء وعدم فتح أبواب السماء لها ، وطرح روحه طرحا :

"........فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا، فتُعَادُ رُوحُهُ في جَسَدِهِ، ويَأْتِيهِ ملَكَانِ فَيُجْلِسَانِه، فيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فيَقُولُ: هَاهَا لا أدْرِي
فَيَقُولَانِ لَهُ: ومَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهَا لا أدْرِي

فيَقُولانِ له : ما هذا الرَّجلُ الذي بُعِثَ فِيكُم ؟ فيَقولُ : هَاه هَاه لا أدْرِي .. )
فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ : أنْ كَذَبَ عَبدِي ، فأفْرِشُوهُ من النارِ، وافْتَحُوا له بابًا إلى النَّار

قال : فَيَأْتِيهِ من حَرِّهَا وسَمُومِهَا، ويُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، حتى تَخْتَلِفَ عَلَيْهِ أضْلَاعُهُ، ويَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، وقَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هذا يَوْمُكَ الذي كُنْتُ تُوعَدُ
فَيَقُولُ: مَنْ أنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ
فَيَقُولُ: أنا عَمَلُكَ الخَبِيثُ فيَقُولُ: ربِّ لا تُقِمِ السَّاعةَ"
(الألباني)

وفي رواية
"وإن الكافر إذا وُضِع في قبره، أتاه ملك فينتهره، فيقول له: ما كنتَ تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريتَ ، فيقال: فما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنتُ أقول ما يقوله الناس، فيضرب بمطارق من حديد ضربة ، فيصيح صيحة يسمعها الخلقُ غيرَ الثقلين(الجن والإنس )"
(صحيح الجامع).

ويرى مقعده من الجنه وكيف أنه أبدل به بمقعد في النار لكفره
" وإنَّ الكافرَ ...............ُ ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ من أبوابِ النَّارِ فيُقالُ لهُ : هذا مقعدُكَ من النَّارِ وما أعدَ اللهُ لكَ فيها فيزدادُ حسرةً وثُبورًا ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ من أبوابِ الجنَّةِ فيُقالُ لهُ : هذا مقعدُكَ منها وما أعدَّ اللهُ لكَ فيها لَو أطعتَهُ فيزدادُ حسرةً وثُبورًا ثمَّ يُضيَّقُ عليهِ قبرُهُ حتَّى تختلفَ فيهِ أضلاعُهُ فتلكَ المَعيشةُ الضَنكةُ الَّتى قال الله :{ُ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} "
( الألباني صحيح الترغيب)

فالقبر وعذاب القبر حق ، فهو أول منازل الآخرة، يكرم فيه المؤمن تهيئة لما ينتظره في الجنة ، ويعذب فيه الكافر والعاصي تهيئة لما ينتظره في جهنم ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ، الذي أسمع منه "
(مسلم)

وقال عليه الصلاة والسلام : "إنهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم"
(مسلم)
وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من عذاب القبر ، وقال :" تعوذوا بالله من عذاب القبر "
(مسلم)

وكان من دعائه بعد التشهد الأخير:
" اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال"
(مسلم)

اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر
هذا هو الامتحان الذي يمر به العبد في القبر ، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان

فماذا أعددنا للامتحان ؟؟
أُذكِّركم ونفسي بأن الموت يأتي بغتة، وملك الموت لن يُؤجِّلك، وضمة القبر لن ترحمَك، فهيا نستعدَّ من الآن لهذا اليوم العصيب، ونرجع إلى رب العالمين قبل أن يأتينا اليقين، ونستكثر الزاد ليوم الميعاد ..

انتظرونا في اللقاء القادم مع أسباب عذاب القبر والمنجيات من عذاب القبر....


 

رد مع اقتباس