عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-21, 08:01 AM   #23
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:19 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة صـحـابـة لا نعرف عنهم الكثير ..... ( 16 ) .... ))

﴿ خبيب بن عدي رضي الله عنه )-

خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبا بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد أحدا، وكان فيمن بعثه النبي، صلى الله عليه وسلم، مع بني لحيان، فلما صاروا بالرجيع، غدروا بهم، واستصرخوا عليهم، وقتلوا فيهم، وأسروا خبيبا، وزيد بن الدثنة، فباعوهما بمكة، فقتلوهما بمن قتل النبي صلى الله عليه وسلم، من قومهم، وصلبوهما بالتنعيم.

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط سرية عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر.
فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة وهو بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل، كلهم رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب.

فاقتصوا آثارهم، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى فدفد، وأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق، ولا نقتل منكم أحدا.
قال عاصم بن ثابت أمير السرية أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك. فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصما في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر.

فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن في هؤلاء لأسوة. يريد القتلى، فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه.

فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا.

فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فأعارته، فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك.

والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمر وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا.

فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين. فتركوه، فركع ركعتين ثم قال لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا.

ولست أبالي حين أقتل مسلما ** على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ** يبارك على أوصال شلو ممزع

فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا.
عن عمرو بن عثمان بن موهب، مولى الحارث بن عامر قال: قال موهب: قال لي خبيب، وكانوا جعلوه عندي: أطلب إليك أن تسقيني العذب، وأن تجنبني ما ذبح على النصب، وأن تؤذني إذا أرادوا قتلي.

عن ابن أبي نجيح، عن ماوية مولاة حجير، وكان خبيب حبس في بيتها، فكانت تحدث بعد ما أسلمت، قالت: والله إنه لمحبوس إذ اطلعت من صير الباب إليه، وفي يده قطف عنب مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم في الارض حبة عنب، ثم طلب مني موسى يستحدها.

عن الحارث بن البرصاء قال: أتي بخبيب، فبيع بمكة، فخرجوا به إلى الحل ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين.

ثم قال: لو لا أن تظنوا أن ذلك جزع لزدت، اللهم أحصهم عددا.
قال الحارث: وأنا حاضر، فوالله ما كنت أظن أن سيبقى منا أحد.
قام إليه عقبة بن الحارث فقتله.

وروى بن أبي شيبة من طريق جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسل المقداد والزبير في إنزال خبيب بعثه وحده عينا إلى قريش قال: فجئت إلى خشبة خبيب فحللته فوقع إلى الأرض وانتبذت غير بعيد ثم التفت فلم أره كأنما ابتلعته الأرض.....

سلسلة صـحـابـة لا نعرف عنهم الكثير ...
الطبقات ٣ / ١٦١ ـ ١٦٣ ـ السير ١/ ٣٨٥ ـ ٣٨٩ .