عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-21, 06:49 AM   #14
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:27 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة ......... ( 11 ) ............. ))

( .... الحشر .... )

في الحلقة السابقة تكلمنا عن الحشر وأرض المحشر وكيف يكون الناس فيها ، واليوم نكمل حديثنا لنعرف من هو أول من يحشر ؟ومن اول من يكسى ؟ وكيف يحشر الناس ؟
من أول من يحشر من الخلق ؟؟

نبينا صلى الله عليه وسلم هو أول من يحشر؛ حيث تنشق عنه الأرض قبل كل مخلوق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة, وأول من ينشق عنه القبر))


فهو أول الناس يحشر، وأول الخلق تنشق عنه الأرض، لا غيره من البشر.
من أول من يكسى من الخلق ؟؟

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام هو أول من يكسى يوم القيامة، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:
( وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ) البخاري

وهذا يدل على أن الخلائق يخرجون من القبور دون كسوة كلهم، ثم يكسى بعد ذلك من أراد الله كسوته من أصفيائه

وفي هذا اليوم الشديد تسود وجوه , وتبيض وجوه , وجوه ٌ تعلوها غبرة الحزن والحسرة , ويغشاها سواد الذل والانقباض , فقد عرفت ماقدمت واستيقنت ماينتظرها من جزاء , ووجوه مستنيرة مستبشرة مطمئنة ,
قد عرفت مصيرها , وتبين لها مكانها , فتهللت بعد الهول والفزع المذهل

يقول تبارك وتعالى :
{ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقو العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون } .سورة آل عمران 106-107
كيف يبعث الناس ؟؟

يبعث الناس على ما ماتوا عليه من خير أو شر , وكل نفس تشغل بأمرها ولا تلتفت إلى سواها حيث تقطع أواصر القربى والدم , فالكرب يلف الجميع , والهول يغشي الجميع في هذا اليوم الرهيب
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يبعث كل عبد على ما مات عليه )
( رواه مسلم )

فالجميع يسيرون إلى الموقف أمما أمما ، يتقدم كل أمة رسولها ، أفواج لا قبل للعقل بتصورها ولا يعلم عددها إلا خالقها ،يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد

الله أكبر ، ما أعظم ذلك الجمع !! وما أشد زحامه ، وما أفظع كربه !! فهل من عدة يعدها كل مسلم للنجاة من كربه ؟!

( كيف يحشر المتكبرين ؟ وكيف يحشر أهل الربا ؟
( وكيف يحشر أهل الوضوء والشهداء ؟

( بعض صور الحشر )
يأتي الخلق يوم الحشر بهيئات وحالات مختلفة؛ إما حسنة، وإما قبيحة، بحسب ما قدموا من خير، وشر، وإيمان، وكفر، وطاعة, ومعصية فتزود لهذا اليوم بالعمل الصالح.

( حشر المتكبرين )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال, يغشاهم الذل من كل مكان)
( الألباني )

والذر : هو صغار النمل ،وهذه الحالة المخزية تناسب ما كانوا فيه في الدنيا من تعاظم وغرور بأنفسهم، لأنهم كانوا في الدنيا يتصورون أنفسهم أعظم وأجل المخلوقات؛ فجعلهم الله في دار الجزاء أحقر المخلوقات وأصغرها.

حشر السائلين:
السائلين الذين يسألون الناس وعندهم ما يغنيهم، يأتون يوم القيامة وليس في وجوههم مزعة لحم (قطعة لحم )، يعرفهم الناس كلهم.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((ما يزال الرجل يسأل الناس؛ حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم))
( متفق عليه )

( حشر أهل الربا )
فأهل الربا يتخبطون حال بعثهم، كما قال الله تعالى:
{الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} البقرة: 275

لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له ، وذلك أنه يقوم قياما منكرا
قال ابن عباس رضي الله عنهما : "آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق"

( حشر النائحة )

إذا لم تتب قبل موتها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل(لباس) من قطران
حشر أهل الوضوء، أهل الغرة والتحجيل:
قال صلى الله عليه وسلم :
(إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء)
( البخاري )

وقال صلى الله عليه وسلم:
((أمتي يوم القيامة غر من السجود, محجلون من الوضوء))
( الألباني )

غرا : الغرة هي بياض في الجبهة ، والمراد به النور يكون في وجوههم
والتحجيل :هو بياض في اليدين والرجلين بسبب آثار الوضوء

حشر الشهداء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((كل كلم (جرح ) يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تفجر دماً. اللون لون الدم والعرف عرف المسك))
( البخاري )

فيحشرون ودمائهم تسيل لون الدم وريح المسك ، وهذا إكرام لهم وبيان لعلو مقامهم عند الله تعالى، لأن الجزاء من جنس العمل.
( حشر المحرم )

كما قال عليه الصلاة و السلام في الرجل الذي مات وهو محرم
" اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ، ولا تخمروا (تغطوا ) وجهه ولا رأسه ،فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا "
( الألباني )

فهو يبعث وهو يلبي "لبيك اللهم لبيك"
فتفكروا في هذا اليوم وفي الخلائق و ذلهم و انكسارهم في ذلك اليوم الطويل خوفا و انتظارا لما يُقضى عليهم من سعادة أو شقاوة...فكيف بكم في ذلك اليوم و قد لفظكم القبر بعد طول بلاء فنظرتم في أعمالكم التي قدمتم ..

يتبع بإذن الله ...


 

رد مع اقتباس