عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-21, 07:18 AM   #15
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:10 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة .........


(الحوض )

إذا بُعث الناس وقاموا من قبورهم ذهبوا إلى أرض المحشر ، فيقومون في أرض المحشر قياماً طويلا ، تشتد معه حالهم وظمؤُهُم ، ويخافون في ذلك خوفاً شديداً

قال الله تعالى :
( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )سورة المعارج(4)
خمسين ألف سنة والناس في كرب عظيم وشدة وحر وضيق ، تدنو الشمس من الرؤوس، ويتمكن العطش من الناس، ويشتد الكرب بهم حتى يطلبوا بدء الحساب

و تتجلى رحمة الله يومئذ بالمؤمنين ،إذ لم يتركهم عطشى يعانون الظمأ، بل أكرمهم بحياض يشربون منها

فإذا طال المُقام رَفَعَ الله - عز وجل - لنبيه صلى الله عليه وسلم أولاً حوضه المورود ، فمن مات على سنته غير مغير ولا مبدل ، ورد عليه الحوض وسقي منه ، فيكون أول الأمان له أن يكون مسقيا من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم. ، ثم بعدها يرفع لكل نبي حوضه ، فيسقي منه صالح أمته

الحوض والكوثر

الكوثر هو النهر الذي وعد الله به نبيه – صلى الله عليه وسلم – في الجنة
والحوض هو مجمع الماء في أرض المحشر، وماؤه مستمد من الكوثر

فالكوثر والحوض ماؤهما واحد، إلا أن أحدهما في الجنة، والآخر في أرض المحشر، لذلك يطلق على كل منهما اسم الكوثر


وصف الحوض

حوض النبي صلى الله عليه و سلم ماؤه أشد بياضا من اللبن و أحلى من العسل ، وريحه أطيب من المسك، وطوله وعرضه سواء ، وسعته كما بين أيله (بلد بالشام) وصنعاء ، و عدد آنيته كعدد نجوم السماء، من شرب منه فلا يظمأ أبدا

قال – صلى الله عليه وسلم – في وصف الحوض:
" أشدُّ بياضا من اللبن و أحلى من العسل يَغُثُّ (يصب) فيه ميزابان يُمدانه من الجنة أحدهما من ذهب و الآخر من ورق ( فضة) "
رواه مسلم

و ‏قَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"‏ حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ ( آنيته ) كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبدا " ‏ ‏
متفق عليه ‏ ‏

وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"‏ ‏تُرَى فِيهِ ‏أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السماء "
مسلم


و ليردَنَّ على رسول الله صلى الله عليه و سلم الحوض رجال من أمته يعرفهم بعلامة الوضوء غُرًّا محجَّلين ثم يطردون عن الحوض لأنهم نكصوا على أعقابهم و غيروا بعده صلى الله عليه و سلم و ما أكثرهم في هذا الزمان، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

فمن هم المطرودون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" تَرِد عليَّ أمتي الحوضَ و أنا أذُود ( أطرد وأدفع ) الناسَ عنه كما يذود الرجل إبِل الرجلِ عن إبله"
قالوا : يا نبي الله أتعرفنا ؟
قال : " نعم، لكم سِيْمَا ( علامة) ليست لأحد غيركم. تردون علي غُرًّا محجَّلين من آثار الوضوء و ليُصَدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول : يا ربِّ هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول : و هل تدري ما أحدثوا بعدك "
رواه مسلم

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ُ:
" أَنَا فَرَطُكُمْ ( أي : سابقكم ) عَلَى الْحَوْضِ مَنْ وَرَدَ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ "
فَأَقُول : " إِنَّهُمْ مِنِّي"
فَيُقَالُ : إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ
فَأَقُولُ : "سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي "
متفق عليه


فكل من ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ، ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه

فعلينا أن نجتهد في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفته في أي شيء من هديه رجاء أن يمن الله علينا بالشرب من هذا الحوض المبارك

وإلا فأي خزي وندامة أشد من خزي وندامة من يدفع من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغ به العطش مبلغا لا يطاق ولا يحتمل فيمنع من الشرب من ذاك الماء البارد الطيب ، ثم يزاد عليه العذاب والخزي والحسرة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالسحق والبعد والعياذ بالله ، فتصَوُّرُ هذا عذاب...
فكيف بمعاينته والتعرض له ؟!.


الشيخ / صالح المنجد
مقالات الإسلام ويب


 

رد مع اقتباس