الموضوع: مملكة الحرية ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-21, 03:17 AM   #60
متأمل

الصورة الرمزية متأمل

آخر زيارة »  02-13-24 (08:16 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي








يحدث في يوم من الايام ان يخذلك اقرب الناس اليك ويصدمك
وان يغير كل ما كنت تتصوره عنه ..
وهذا الامر وهذا التغير ليس بمستغرب ... ولن يكون صدمة
لانك انت من صنع هذا القريب منك .. وانت من اختاره
وانت من ارتضاه ان يكون اقرب الناس اليك ..
بل انت من شكله على ما تريد
فلا تستغرب ان ينقض عليك انقضاض الصقر على الفريسة
او ينقلب عليك انقلاب الليل على النهار .. فما فعل ذلك إلا لانك سمحت له
وانت من هيأ له الجو وذلل له الطريق ..

قد تظن بأن ما اقوله فلسفة .. لكنها ليست فلسفة بقدر ماهي حقيقة مؤلمة
وأعلم انها مؤلمة ولكن عليك ان تتجرعها فأنت من صنعها ومهد طريقها
ولذلك عليك ان تتجرعها على شيء من المضضم والصبر ..

يقول المثل " قل لي من تصاحب اقول لك من انت " اليس كذلك ..!
إذًا انت لن تصاحب الا من هم على شاكلتك ومن هم على مزاجك وهواك
لن تصاحب انساناً يتناقض معك .. ولن تصاحب انساناً مخالفاً لك
ولن تصاحب انساناً بعيد عن مزاجيتك وميولك ..
بل سوف تكون كما في المثل " الطير على اشباهها تقع "
فالصقور تمشي مع الصقور .. والرخام تمشي مع الرخام
والحمام مع الحمام والبوم مع البوم .. وهكذا

انا لا اقول بانك بالضرورة انسان سيئ لانك سايرت انساناً سيئاً..
فربما مصاحبتك لهذا السيئ من باب نصحه او مساعدته او اي امر كان
ولكن قد تكون انسان لا تعرف تختار من تصاحب
فالسيئ امره معروف ومعلوم ولن يطالك منه الا كل سوء ..
لن يقابلك بغير طبعه السيئ ..
لذلك فانت معذور ان لم تكن تعرفه لاول مرة
ولكن لست معذور ان عرفته وبقيت معه ..
لانك بالنهاية ستتهم على اقل الاحوال انك سيئ مثله ..
ثم لا تلمه ان خذلك في يوم من الايام .. او تركك .. او انقلب عليك
فهو لم يخرج عن طبعه بل عمل به وباصله ..
لم نفسك التي طاوعتك في ان تسايره وتتبعه وترضاه قريباً منك

انت تعلم ان هناك جواهر من الناس صادفتهم في حياتك
ولكن لانك قد لا تنظر الى العمق تركتهم ...

لو لاحظت بانك ربما واجهت كثيراً من الازمات والخذلان في حياتك ..
ومع هذا لم تتعض ولم تنتصح .. بل تنزه نفسك وتتهم الاخرين ..
وهذا غير صحيح بل الصحيح ان تتهم نفسك انت بانك السبب الرئيس فيما حدث ..
ولا تتهم الاخرين فما هم الا نتاج اختيارك ..

حدث حياتك وجددها بتغيير طريقة تفكيرك في نوعية اختيارك لاصدقائك
لا تظل على طريقتك القديمة فهي عقيمة وغير مجدية .. بل غيرها وطورها
اعرف كيف تنتقي اصدقاء فيهم اصالة ونخوة ووفاء وكرم ..

الاصدقاء الاوفياء اهل الاصالة والشهامة والصدق ..
لا يمكن ان يخذلوك مهما كان لا يمكن ان يتخلوا عنك مهما كان ..
لا يمكن ان يعاملوك بالمصلحة مهما كان
لا يمكن ان يغتابوك ويبهتوك ويغدروا بك..
ومهما ابتعدت عنهم ثم عدت اليهم
وجدتهم كالذهب الذي لا تغيره الطوارئ ولا عوامل التعرية
وجدتهم اوفياء يحفظون سرك وعهدك ...
نعم قد يضايقك نصحهم .. وقد يضايقك عدم مسايرتهم لك في كل ما تريد
وقد يضايقك عدم تواجدهم المستمر حولك .. ولكن ثق بانهم عدة المستقبل
وسندك بعد الله إن ألمت بك الملمات او ضاقت بك السبل ..
وثق بانك لن تجد صاحباً يكون على كل ما تريد ..
مهما حاولت وحرصت فلن تجد انسان يوافقك في كل شيء
لان الله خلقنا مختلفين
نتوافق في الاختلاف ونختلف في الاتفاق ..
بمعنى ان التساوي في الصفات لا يتفق ..
فقليل مع كثير .. قليل صبر عندك يقابله كثير حلم عنده ..
وقليل فهم عنده يقابله كثير تفهم عندك
وقليل تدين منه يقابله كثير محافظة منك ..

وهكذا هم بني البشر خلقوا كالمكعبات التي تركب على بعضها
وكما هو معلوم بان الخطوط المتوازية لا تلتقي ابداً ..
حتى الازواج لا يتفقون مهما كان ولو اتفقوا اختلفوا
فضعف الزوجة يقابله قوة الزوج .. وقسوة الزوج يقابله حنان الزوجة

الصديق الحقيقي ليس صديق مصلحة ما ان تنتهي المصلحة الا وينتهي ..
بل هو صديق صادق صدوق .. ينفعك في كل احوالك ولا ينتظر اي مقابل

اما صديق المصلحة .. فهو الد الاعداء...فاجتنبه قبل تندم ولا يفيد الندم ...!!!


ِ